يجب ان لا تحيرنا أبدا محطات التلفزيون العربية اسما والتابعة لاسرائيل وللولايات المتحدة ضمنا ةهدفا فاذا استمعت لاحداها ترى ان كل ما تنشره يصب في هدف واحد هو تحطيم العزيمة العربية هو نشر اليأس العربي هو اقناع العربي بان اسرائيل تنتصر ونحن نخسر …
وبعد ان عرف المستمع والمشاهد هوية هذه الشاشات أبعد عنها واصبح لا يطيق رؤيتها لدقيقة واحدة لكنني أنا لم ابعد عنها بل بقيت اشاهدها لانني استمع من خلالها لاقوال العدو واعرف من خلال اقواله اهدافه الاعلامية والسياسية وبالتالي اهدافه من هذه الحرب الاجرامية التدميرية التي يشنها على الشعب الفلسطيني وانا اشاهد السي ان ان واشاهد البي بي سي بالانجليزية واشاهد الفرنسية واشاهد الالملنية التي تبث بالعربية اشاهدها جميعا حتى اعرف اين تصب هذه الآلة الجهنمية التي تحكمها وتتحكم بها الصهيونية في كل مكان فالصهيونية تتحكم بالاعلام ابتداء من هولويود مرورا الى دار الكتب مرورا الى المطابع مرورا الى دور النشر مرورا مرورا مرورا حتى وصلت الى امتلاك دور نشر عربية بشكل سري والكاتب العربي لا يجد من ينشر له بل اول سؤال يطرح عليه من دار النشر كم تستطيع ان تدفع الكاتب يدفع لما تنسره دور النشر وما تجتنيه من ربح من خلال توزيع وتسويق كتب هذا الكاتب او ذاك أما دور النشر فهي تشجع أي كاتب بسيط مبتدىء تافه او غير تافه تشجعه باعطائه عشرات الآلاف من اليورو او الدولارات لطبع كتاب مجرد انه يشتم ويكذب حول التاريخ العربي وحول تاريخ الشعب الفلسطيني وحول شرعية اسرائيل هذا ما نواجهه وهذا ما يواجهه الكاتب العربي ولكن اقول نشاهد ونقرأ كتبهم حتى نعرف كيف يفكرون واين تصب دعايتهم واين تصب اموالهم لتكوين رأي عام مساند لهم في الاعلام الغربي في كثير من الاحيان تجبر محطات تلفزيونية واذاعات غربية على ذكر الحقائق لانها لا تستطيع اخفائها لان وكالات انباء محترمة تنقل الخبر كما وصلها ولذلك ينشر الخبر وتضطر هي الى نشره ثم تضطر الى تغطيته تغطية تلفزيونية كما يحصل هذه الايام مع محطة السي ان ان ولكن رغم كل ذلك نقول ان كل من يريد ان يرى الحق ويسمع الحقيقة ويشاهدها في كثير من الاحيان عليه ان يتتبع ما نقوله بعض الجهات في اسرائيل سواء كانت هذه الجهات ضباط مسئولين متقاعدين او مستشارين سابقين او وزراء سابقين او مدراء مستشفيات حاليين او مدراء مقابر.
ومنذ ان هاجم نتنياهو رفح ومعبر فيلادلفيا رغم كل رفض العالم لهذه العملية الاجرامية رغم رفض العالم والرأي العام العالمي والامم المتحدة لهذا الهجوم الذي يعني سد منافذ المساعدات الغذائية والدوائية لاهلنا في غزة ، والآن ما زالت المعركة تدور وكثير ما جاءنا ذلك الناشط الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ليحدثنا عن الخسائر التي الحقت بحماس او بالمقاومة الفلسطينية وفي كثير من الاحيان يضطر هذا الناطق للحديث حول حوادث مؤلمة حوادث مؤلمة تعني مقاومة شديدة أدت لمقتل وجرح عدد كبير من جنود اسرائيل لكن الارقام التي يبثها هذا الناطق ليست بالضرورة ان تكون هي الارقام الحقيقية لا نستطيع ان نقول ليست الارقام الحقيقية لانهم يخفون خسائرهم من اجل تهبيط معنويات المقاومين الشجعان الابطال الذين يضحون بحياتهم دفاعا عن الوطن ودفاعا عن هذا الجزء الغالي من الوطن ممر فيلادلفيا.
شوهد اليوم على شاشات التلفزيون طائرات الهلوكبتر تنقل عددا كبيرا من الجرحى في عاصفة رملية تنقلهم من ارض رفح الى مواقع اخرى، وفي نفس الوقت تحدث مدير مستشفى سوروكا وقال اننا منهمكون جدا جدا هذه الايام اكثر بكثير مما كنا منهمكين منذ 7 اكتوبر واستطيع القول اننا منهكون 200 مرة اكثر مما كنا قبل الهجوم على رفح واضاف مدير مستشفى سيروكا في النقب (المستشفى يستقبل فوق طاقته من جرحى الجيش حيث ارتفع عدد الاصابات في معركة رفح 200% مقارنة بمعارك الشجاعية وخانيونس فيوم امس فقط استقبلنا 63 اصابة بينها 5 اصابات بتر اطراف و23 حالة خطيرة) هذا ما يقوله مدير مستشفى سوروكا وليس ابو عبيدة وليس اي ناطق باسم الفصائل الفلسطينية المقاتلة.
من ناحية اخرى قال المتحدث نفسه ان اسرائيل القت القبض على 20 نفق في منطقة فيلادلفيا بين مصر وغزة وقامت مصر فورا بنفي هذا الخبر نفيا قاطعا ونفت ان يكون هناك أي نفق يربط بين مصر وغزة الفلسطينية وهنا تكشف مصر ايضا كذب الناطق العسكري الاسرائيلي الذي يريد ان يكسب نتنياهو من قوله انهم اكتشفوا الانفاق وانهم قتلوا وجرحوا وسيطروا على كامل الممر.
هذه الكذبات التي وزعها الناطق الرسمي للجيش الاسرائيلي ادت دورها في التأثير في استطلاعات الرأي حول شعبية نتنياهو التي لعبت اللعبة شركات يتحكم بها نتنياهو من اجل ان تقول ان هجومه على رفح رفع شعبيته بين الاسرائيليين وان شعبيته ازدادت عما كانت عليه في 7 اكتوبر نتنياهو يلعب اللعبة مرة اخرى يريد ان يوظف كل هذه الجثث التي يدفعها الجيش الاسرائيلي لصالح خبر رفع شعبيته في اسرائيل وانه اصبح الآن مطلوبا وليس محاربا داخل اسرائيل ولكن علينا ان ننتظر قليلا لنرى التأثيرات الحقيقية لمعركة رفح والآثار الحقيقية لمعركة رفح ولنرى متى ستنسحب اسرائيل جاررة ورائها خسائرها من معبر رفح كما طالبت مصر بتنفيذ ذلك فورا وانها لن تقبل بغير الفلسطينيين على معبر رفح.
لكن المجازر التي ارتكبوها في قطاع غزة وما زالوا يرتكبونها حققت اشياء اخرى بعكس ما ينتظر العدو فقد كشفت هذه المعارك والمجازر وقتل الاطفال وهدم البيوت والمدارس والجامعات والمستشفيات كشفت اسرائيل على حقيقتها للعالم وراحت الحراكات الشعبية وعلى رأسها الطلابية ننظاهر في كل مكان في الولايات المتحدة كلها شمالا جنوبا شرقا غربا وفي اوروبا كذلك وفي اكبر المدن واصغرها وراحت كل الدول المؤيدة لاسرائيل والمتحكمة بها وبحكوماتها الحركة الصهيونية راحت تعتبر التأييد لفلسطين في التظاهر والحركة الشعبية والهتاف جريمة لا تغتفر في البداية كانت تعتبر معادية للسامية لكن الآن كل من يهتف لحرية فلسطين كل من يهتف ضد حرب الابادة كل من يهتف ضد قتل اطفال فلسطين يعتبر مجرما تلاحقه الشرطة الاوروبية والامريكية وتنهال عليه ضربا واعتقالا وتحطم الرموز التي بناها لمخيمات لمن اجبروا على النزوح من بيوتهم المهدمة كل ذلك تقوم به دول الغرب حتى تحمي اسرائيل من تبعات جرائمها التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها …
حديث هذا الطبيب المسئول عن مستشفى سوروكا جاء بعد لحظات من انفجار ضخم حدث غرب ايلات ولقد علق صحفي اجنبي على هذا الانفجار ومشاهدته لطائرات الهلوكبتر تجلب الجرحى من صلاح الدين الى سيروكا قائلا لقد ماتت ايلات لا يوجد حياة في ايلات وكل يوم تنهال على منطقة ايلات قذائف من نواحي متعددة لكن ايلات تستطيعون القول ان لا حياة فيها …
كاتب سياسي فلسطيني