11:32 ص
الجمعة 25 فبراير 2022
كفر الشيخ – إسلام عمار:
وجهت محكمة جنايات فوه “الدائرة الثانية” في كفر الشيخ، كلمة مؤثرة للمتهم بقتل شقيقيه حرقًا بقرية إبطو التابعة لمركز دسوق، ليذكره بأهمية الأخ ومنزلته في القرآن الكريم.
وضرب المستشار خالد بدر الدين، رئيس محكمة جنايات فوه “الدائرة الثانية” في كفر الشيخ، المثل خلال مخاطبته المتهم “ش.م.ف”، قاتل شقيقيه “أيمن”، و”محمد”، بإخوة النبي يوسف عليه السلام عندما رفضوا قتله، وكانوا حريصين على عدم قتله بعدما ألقوه في غيابات الجب، وبقائه حتى يلتقطه بعض السيارة ولم يقولوا ليموت، وذكر له بعض الآيات لصلة الأخوة وأهميتها وقيمتها.
قال رئيس المحكمة للمتهم: “مهما كانت الخلافات بينك وإخوتك لا تصل إلى حد القتل.. إخوة سيدنا يوسف عليه السلام لما قالهم أحد الإخوة لا تقتلوا يوسف فألقوه في غيابات الجُب يلتقطه بعض السيارة.. الأخ بيدعي في القرآن لنفسه ولأخوه فقال في كتابه العزبز: “قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ”.
قررت محكمة جنايات فوه “الدائرة الثانية” في كفر الشيخ، اليوم الخميس، حضوريًا بإحالة أوراق عامل في العقد الرابع من عمره، إلى فضيلة مفتي الديار بشأن أخذ رأيه الشرعي نحو عقوبة إعدامه.
حددت المحكمة جلسة اليوم الأول من دور المحكمة في شهر إبريل 2022 للنطق بالحكم، وذلك لاتهامه بقتل شقيقيه حرقًا، من خلال إضرام النيران فيهما في منزلهم الكائن بقرية إبطو التابعة لمركز دسوق.
صدر قرار المحكمة برئاسة المستشار خالد بدر الدين، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين هشام شريف الشريف، وحسن محمد دويدار، وسكرتارية أحمد أمين الميداني، وبحضور فيلوباتير ناصر حنا، وكيل النيابة، ذلك في أحداث القضية رقم 12093 لسنة 2021، جنايات مركز شرطة دسوق، والمقيدة برقم 2214 لسنة 2021 كلي كفر الشيخ.
تعود التفاصيل إلى مساء يوم 19 يناير 2021، عندما أقبل “شريف.م.ف.ع”، 40 عامًا، ويقيم بقرية إبطو، على التخلص من شقيقيه “محمد”، و”أيمن”، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن عقد العزم، وبيت النية على قتلهما، بسبب خلافات عائلية فيما بينهم، وبعدما وصلت مساعي الصلح بينهم عن طريق وسطاء في الخير إلى طريق مسدود، فيما أعد المتهم لجريمته زجاجتين يحويين مادة معجلة للاشتعال، و”كرة قماشية”، لتنفيذ جريمته.
بدأ المتهم بتنفيذ جريمته الأولى بقتل شقيقه “محمد”، فكمن له خلف باب مسكنه، وظل قابعًا في نفس المكان منتظرًا صعوده من أسفل الدرج متخفيًا، وعندما شاهده صاعدًا على السلم مارًا بمسكنه فخرج مباغتًا إياه من الخلف ساكبًا عليه مادة معجلة للاشتعال “بنزين” من دلو حوزته حتى أشعل كرة من القماش ملقيًا إياها عليه فاندلعت النيران في جسده تاركًا إياه يحترق، ولاذ بالفرار.
الأمر كرره مع شقيقه الآخر المجني عليه الثاني “أيمن”، فامتدت النيران إلى مسكن المتهم عندما أشعل في المجني عليه الثاني النيران، ما أدى إلى احتراق كافة محتويات، ومنقولات المسكن، بينما وجهت له تهمة أخرى إحرازه أدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص مادة معجلة للاشتعال “بنزين”، و”كرة قماشية”، دون أن يوجد لحملها أو حيازتها أي مسوغ قانوني أو من الضرورة المهنية أو الحرفية.
كشفت أوراق القضية أن الجريمة ارتكبها المتهم بعدما ترك جلسة عرفية جمعت بينه، وشقيقيه في منزلهم، لاحتواء النزاع فيما بينهم، وبعدما فشلت الجلسة في تقريب وجهات النظر بينهم من أجل إنهاء الخلافات، قرر المتهم التخلص من شقيقيه.
وأدلى شهود الواقعة بأقوالهم خلال تحقيقات النيابة برؤيتهم اندلاع نيران من منزل المتهم، وصدور أصوات استغاثة، وباقترابهم رأوا المجني عليهما اضرمت فيهما النيران بشكل كثيف، ويطلبون الاستغاثة، وتحدث المجني عليه الثاني مع أحد الشهود أخبره أن شقيقه المتهم هو مرتكب تلك الجريمة.
كشف تقرير الطب الشرعي حول حالة المجني عليه الأول “محمد.م.ف.ع”، عن وجود حروق بالجثمان من الدرجة الثانية، والثالثة تشمل الوجه، وفروة الرأس، والعنق، والظهر، والبطن بنسبة تقدر بنحو 72 % من مساحة الجلد، وتعزي الوفاة إلى تلك الإصابات الحرقية، بينما أورى تقرير المعمل الكيماوي أنه بفحص ملابس المتوفى عُثر في منقوعها على آثار بنزين المعجل للاشتعال.
أما حالة المتوفى الآخر “أيمن.م.ف.ع”، فكشف تقرير الطب الشرعي حولها بوجود حروق بالجثمان من الدرجة الثانية، والثالثة شملت عموم الجسد بنسبة تقدر 100 % من مساحة الجلد، وتعزي الوفاة إلى تلك الإصابات الحرقية الحيوية بما سببته من التهاب رئوي رقادي مزدوج، وصدمه تسممية انتهت بحدوث الوفاة.