ويقضي الحجاج في منى يوم التروية، ويستحب فيه المبيت تأسياً واتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي يوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء.
وشهد مشعر منى منذ وقت مبكر استعدادات خدمية واسعة ومتطورة، عبر تكاملية حكومية، تبذل كل طاقاتها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والأمن والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام، وتهيئة حاجاتهم حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وخشوع، ووفرت كافة الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل.
وتسهم المشروعات العملاقة التي نفّذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في انسيابية الحركة المرورية وتسهيل عمليات التصعيد والنفرة.
وتعد المشروعات قراءة واضحة لما توليه القيادة من عناية واهتمام بوفود بيت الله وحرصها على تحقيق كل ما من شأنه توفير الراحة والطمأنينة للحجاج، وتشهد جنبات المشاعر توفر الخدمات الأمنية والطبية والتموينية ووسائل النقل.
ويعدّ مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم، عليه السلام، الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنَّ المسلمون بسُنّته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية، منها الشواخص الثلاثة التي تُرمى، وبه مسجد «الخيف»، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر من غلظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والأنبياء من قبله. وما زال مسجد «الخيف» قائماً حتى الآن، ولأهميته جرت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحَرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويَحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي «محسر».