«طلبة».. ودع زملاء «».. ورحل

يعجز من تشرف بالعمل مع الزميل الراحل محمد طلبة، رحمة الله عليه، عن كتابة رثاء، فالحروف خرساء، والكلمات جوفاء، فهو أستاذ وأب وموجّه وأخ، قدم أسماء للمهنة عبر صفحات «» على مدار أعوام، وقدم عصارة جهده وخبرته للصحيفة، فارقها عقب فترة عمل طويلة امتدت لأجيال، إذ تعلم وتتلمذ على يد الراحل محمد طلبة كثير من الزملاء الذين كان خير موجه لهم.

ودع زملاءه في رسالة حزينة عندما قرر العودة إلى أرض الكنانة (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه).

واستوقفتنا رسالته التي بعثها عبر الفاكس إلى كل مكاتب «». كانت تحمل في طياتها الكثير من الذكريات الجميلة التي جمعتنا في «»، وتذكرت حديثه أن الأخطاء في الصحافة يصعب محوها، لذلك يجب أن تتحقق وتتأكد قبل أن تكتب.

يعد (طلبة) من كبار المحررين الذين ساهموا في استمرارية توهج «». كان جّل وقته لـ«»، عائلته كانت تسافر إلى مصر، وهو يبحث عن المانشتات للصفحة الأولى. (طلبة) ابن المنوفية وابن مصر الذي جاء إلى جدة واستقر في «» ومعه طموحات تعانق السماء، لم يكن صحفياً عادياً بل كان إعلامياً من الطراز الأول، لا يتوقف عن البحث عن كل ما هو جديد في الصحافة، تعرف على كل من يعمل في «» سواء في جدة أو في بقية المناطق، لم ينقطع عن السؤال حتى بعد أن غادر إلى وطنه، بل استمر يتواصل مع بقية الزملاء حتى توقف قلبه عن الحركة.

رحمة الله على الزميل والأخ والموجه محمد طلبة، الذي كان عنوان الأستاذ المحب والصادق مع أبنائه.