12:48 م
الثلاثاء 01 مارس 2022
برشلونة- علاء حجاج:
أكد عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تخلق حلولا مبتكرة للتخفيف من تداعيات التغير المناخي وبناء اقتصاد أخضر؛ مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة لها تقوم بدور هام فى وضع المعايير الخضراء مع المجتمع الدولي.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير في جلسة حول آليات بناء سياسات رقمية للتعامل مع تحديات التغيرات المناخية، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة ببرشلونة في إسبانيا.
وتشارك وزارة الاتصالات كعضو في لجنة الدراسة 5 داخل الاتحاد الدولي للاتصالات، والتي تعمل على وضع معايير للامتثال البيئي، واقتصاد إعادة التدوير، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والمشتريات الخضراء، بالإضافة إلى قياس البصمة الكربونية لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأوضح وزير الاتصالات، في كلمته، جهود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر لترسيخ دعائم العمل فى التخفيف من آثار التغير المناخي من خلال تبني سياسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصديقة للبيئة (الخضراء) في كافة الأنشطة والمبادرات الخاصة بالقطاع.
وأشار إلى أنه يتم تطوير البنية التحتية للاتصالات في أكثر من 4500 قرية على مدار 3 سنوات ضمن مبادرة “حياة كريمة” التي تستهدف ما يقرب من 58% من سكان مصر؛ انطلاقا من أهمية توفير أدوات الاتصالات والإنترنت لأهالي القرى لتمكينهم من التنمية.
قال طلعت إنه يتم ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية تماشيا مع مساعي الحفاظ على البيئة، حيث تستهلك كابلات الألياف الضوئية 12 مرة طاقة أقل لنقل البيانات من الكابلات النحاسية.
وأضاف أن مصر لديها خطة طموحة للتوسع العمراني من خلال بناء 40 مدينة جديدة خلال العقدين المقبلين، حيث بدأت في تطوير الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية والمستدامة التي تتضمن خططًا لتجهيز مدن جديدة ترتكز على بنية تحتية وتقنيات صديقة للبيئة، مع العمل بالتوازي على التحول التدريجي في المدن القديمة لنماذج أكثر اخضرارًا واستدامة.
وذكر طلعت أن مصر تعد أحد المحاور الرئيسية لعبور الكابلات البحرية الدولية التي تنقل البيانات من خلال شبكة 4000 كيلومتر في مصر؛ حيث تمتلك الدولة المصرية إمكانات كبيرة في صناعة مراكز البيانات التي يتم إنشاؤها وفقا للمعايير واللوائح البيئية الخضراء.
وأكد أن مراكز البيانات تساهم بنحو 2% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على المستوى العالمي، مما يجعل من التحول إلى مركز البيانات الخضراء أمر ضروري؛ موضحا أنه يتم تبني منظومة تشاركية أبراج المحمول التي تقلل من انبعاثات الكربون؛ فضلا عن نشر الألواح الشمسية في مواقع الاتصالات.
وأشار طلعت إلى اهتمام الوزارة بملف الإدارة الرشيدة للتعامل مع المخلفات الإلكترونية، حيث يتم تنفيذ مشروعات مشتركة مع الجهات الدولية لدعم هذا التوجه في كل من الحكومة والقطاع الخاص، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة من المشاركة بدور فعال في ذلك.
وقال إنه وفقا للمبادرة العالمية للاستدامة الإلكترونية (GeSI) فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لديها القدرة على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بنسبة 20% بحلول عام 2030 من خلال مساعدة الشركات والمستهلكين على الاستخدام الذكي وتوفير الطاقة.
وأوضح الوزير مشروعات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاستخدام التقنيات الحديثة في التكيف مع تغير المناخ والتي من بينها إرشاد المزارعين حول سبل الاستخدام المسؤول للمياه والموارد الأخرى من خلال تطبيقات مختلفة مثل تطبيق “هدهد” المساعد الذكي للفلاح، وبوابة كنانة أون لاين.
كما أشار إلى تنفيذ عدد من المشروعات لإدارة المياه الجوفية، والتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية المصرية للتنبؤ وإدارة مسارات الفيضانات المفاجئة والتخفيف من آثارها، بالإضافة إلى العمل على بناء نظام التنبؤ بحالات الطقس المدعوم بالذكاء الاصطناعي وخدمة تنبيهات الطقس القاسي بناءً على الموقع الجغرافي.
وذكر طلعت أن الوزارة تعمل على تقييم عدد من المشروعات التي تهدف إلى تمكين الاستدامة البيئية بما في ذلك: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين استخدام الطاقة بناءً على دراسة الاستهلاك، وكذلك في تحسين طرق المرور والتنقل لتقليل انبعاثات الكربون.
كما أكد طلعت ترحيب الحكومة المصرية باستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم “COP27” في شرم الشيخ من أجل البناء على ما توصل إليه كلٌ من مؤتمر الأطراف “COP 26″، وميثاق جلاسكو للمناخ، واتفاقية باريس للمناخ.
وعلى هامش المشاركة في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة ببرشلونة؛ التقى عمرو طلعت بمانيش فياس رئيس قسم حلول الاتصالات والإعلام والترفيه والرئيس التنفيذي لخدمات الشبكات لدى شركة “تك ماهيندرا Tech Mahindra” الهندية العالمية، التي تعد من أفضل 15 مزودا لخدمات تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم.
وتناول اللقاء سبل التعاون مع الشركة في مجال التعهيد؛ وذلك بحضور المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”.
كما شهد اللقاء استعراض استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد (2022-2026) والتي تهدف إلى تسريع نمو اقتصاد المعرفة وترتكز على تطوير المهارات الرقمية والقدرات اللغوية للشباب وتطوير النظام البيئي وتعزيز مكانة مصر الدولية فى الأسواق المستهدفة.
وتم تسليط الضوء على قدرات ومميزات مصر كمركز إقليمي وعالمي متميز في صناعة خدمات التعهيد، والحوافز المقدمة للاستثمار الأجنبي المباشر في إطار الاستراتيجية.
كما تم تنسيق الزيارة الرسمية لوفد الشركة إلى مصر المقررة في مارس للتعرف عن قرب على مجموعة من قصص نجاح الشركات التكنولوجية متعددة الجنسيات العاملة في مجال الخدمات العابرة للحدود في مصر، واكتشاف الفرص المتاحة في السوق المصري.