هنأ وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله آل سعود، الممثلة السعودية عائشة الرفاعي، بمناسبة حصولها على جائزة أحسن ممثلة من لجنة تحكيم مهرجان الجونة السينمائي عن دورها في فيلم «نور شمس»، متمنيا لها دوام النجاح والتوفيق.
واعتبرت الفنانة السعودية «عائشة الرفاعي» أن تكريمها رسالة لكل صاحب موهبة حاول أن يجتهد بالعمل على نفسه من أجل تحقيق أحلامه، وأضافت: لقد سعدت جدا بالتكريم وتهنئة واهتمام وزير الثقافة، وحفاوة الجمهور وصناع السينما، لكنه أقلقني ذلك أيضا وأشعرني بالمسؤولية تجاه الجمهور، إذ لا يمكن أن تتصور أن تنال جائزة التمثيل في أول تجربة عمل سينمائي لك، لذلك أتمنى أن أكون على قدر هذا الثقة والمسؤولية، يزيدني ذلك حماسا في أن أعطي أكثر وأكثر في مجال الفن وسط هذا الحراك الفني الكبير المدعوم من القيادة في المملكة.
وكانت الرفاعي تحلم بدخول عالم الفن لأكثر من 20 عاما، وبسبب ظروفها العائلية الخاصة ورغبة والدها لم يتحقق ذلك الحلم إلا مؤخرا، فقد نالت عائشة الرفاعي استحسان النقاد والنجاح والجوائز على دورها بشخصية (شمس) بفيلم المخرجة فايزة آمبة «نور شمس»، مشيرة إلى أنها لم تدرس الفن لكنها كانت تسير وراء حلمها بكل جد ومثابرة حتى تحقق لها ما أرادت. تقول في عام 2019م وعن طريق إحدى وسائل التواصل الاجتماعي برزت موهبتها الكوميدية مما حقق لها شهرة نسبية أهّلتها لخوض عالم المسرح من خلال فعاليات موسم جدة، حيث شهد أولى مُشاركاتها على خشبة المسرح مع المخرج «تود نمس» تحت اسم «بيت الدهاليز»، منوهة بأنها جسدت في البداية دوراً ثانوياً في المسرحية، لكن كانت المُفاجأة أن المخرج اختارها لتأدية دور رئيسي مٌركب، ومن هنا شعرت أنها بدأت الطريق فعلياً. أضافت «عائشة» أنها كانت محظوظه حيث تعتبر مسرحية بيت الدهاليز الأولى من نوعها على مستوى المسرح التفاعلي في العالم من حيث تقديمها في إطار تاريخي، وبيت تاريخي عمره أكثر من مئتي عام، وعلى مساحة كبيرة جداً. وتستطرد «من المسرحية تعرفت عليّ المُخرجة السعودية فايزة آمبة مخرجة «نور شمس»، وبعد 3 أشهر من عرض المسرحية اتصلت بي ورشحتني للدور الذي يُعتبر أول عمل أُشارك به». وتلفت «استمر تدريبي على الشخصية من جانب آمبة لمدة 5 أشهر كاملة، وهي تدريبات مُكثفة للوقوف أمام الكاميرا، وتدريبات أداء لكي تخرج الشخصية بالشكل الذي يُصدقه الناس». وأكدت عائشة أن تعامل المخرجة فايزة آمبة مع الفريق كان سلساً، حيث لم يعتمد على توجيه الأوامر، الأمر الذي أزال الرهبة تماماً، ليظهر فريق العمل على الشاشة وكأنهم لا يُمثلون بل يتعاملون بشكل طبيعي، مؤكدة أنها أستاذة أخرجت أحلى ما لديها. وعن تجسيدها لدور أم من خلال «نور شمس» تقول عائشة: جاءتني بعض التعليقات حول الأمر لكن لم أخف أبداً أن تكون أولى تجاربي هو تجسيد دور «أم»، رغم أنني في الواقع أم لثلاث أطفال صغار، لأنني أرغب بأن أكون ممثلة لكل الأدوار ولست نجمة تهتم بشكلها ومظهرها وعمرها على الشاشة، فالفرق بيني وبين الممثل «أحمد صدام» ليس كبيرا، لكن الطبيعة حبتني ملامح الأمومة مبكرا، وجعلتني المخرجة أجسد الدور بدون الكثير من الكلمات أو الحركات، وقد نجحت حتى يبدو الأمر فطريا وبالطبيعة وبالقدرات التمثيلة حيث أزالت كل الظروف العمرية والشكلية وبدا الأمر منطقيا جدا على الشاشة. لمسة أخرى وضعتها عائشة في تجسيدها الشخصية وهي تجسيدها دون مساحيق تجميل مبالغ بها، وهو الأمر الذي اعتبرته طبيعياً طالما يخدم العمل الفني الذي تؤديه ويجعله يصل بصورة أكبر لقلوب المُشاهدين، مؤكدة: «لا يهمني شكلي بقدر ما يهمني أن تصل عائشة الممثلة للقلوب» تقول عائشة وهذا مالمسته فالفيلم عرض من خلال برنامج «سينما الحارة» الذي يتبناه «مهرجان البحر الأحمر» على جمهور بسيط في الأحياء الشعبية لمدينة جدة مما أسعدني ذلك، ولمست تفاعلهم عن قرب، لقد تعالت الهتافات والصيحات والتصفيق بين الجمهور عند رؤية حارتهم على الشاشة، وتفاعلوا على نغمات أغنية الراب في الفيلم “بكل بساطة” مما أجبر المنظمين التدخل للسيطرة على تفاعلهم الراقص. إن هذا التعايش فني و راق يهدف إلى تشجيع المجتمع على تذوق الفن والاحتفاء به، ويحقق برأيي الجانب المهم من وظيفة الفن ودوره. تقول عائشة لدي أحلام وطموحات أن أمثل العديد من الأدوار وأخوض في كل مجالات الفن من «المسرح» و«السينما» إلى «المسلسلات» و«البرامج»، أحلم بأدوار متباينة تخرج الطاقة الفنية الكامنة، وأتمنى أن لا أسجَن في نمط أدوار واحد، فبالإضافة إلى الجانب الكوميدي، أحلم بأدوار الشر، أو المركبة على الشاشة.