نفت عائلة سليمان من مدينة الناصرة، أن يكون لأبنائها أي علاقة بتنظيم “داعش” لا من قريب ولا من بعيد، مشيرة إلى أن كل ما تنسبه الشرطة وأجهزة الأمن للشبان الستة الذين أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) أمس، الأحد، عن اعتقالهم بزعم انتمائهم لـ”داعش” هو “محض افتراء وكذب”.
وكان الشاباك قد سمح بالأمس نشر أسماء وتفاصيل 5 شبان من الناصرة وهم محمد إيهاب سليمان (25 عاما)، وعبد الغفار إيهاب سليمان (21 عاما)، ومؤمن نجم (20 عاما)، وأحمد بلال سليمان (18 عاما) وجهاد بكر (20 عاما)، بالإضافة إلى قاصر آخر مُنع نشر هويته.
وادعت الشرطة الإسرائيلية في بيان مشترك مع جهاز الشاباك أن “قوات الأمن اعتقلت قبل عدة أسابيع 6 شبان من الناصرة، وأخضعتهم للتحقيق بشبهة الانتماء لتنظيم ’داعش’، وكذلك الاشتباه بهم في التخطيط لتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية”.
ووفقا لمزاعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن “الشبان خططوا لتنفيذ سلسلة هجمات، ومن ضمنها تنفيذ عملية ضد مدرسة ثانوية بسبب ما يسمى منهاج ‘التربية الجنسية’ وكذلك التخطيط لهجوم على جنود في محطة حافلات، وهجوم على مقر قيادة الشرطة في مدينة الناصرة، وأيضا التخطيط لشراء أسلحة لتنفيذ هذه الهجمات”.
وفي أعقاب ذلك، قال إيهاب سليمان، والد الشابين محمد وعبد الغفار، إن “كل ما في الأمر هو أن الشبان الستة كانوا يلتقون في غرفة كائنة أسفل المنزل بعد انتهاء دوامهم في العمل، إذ كانوا يتناولون الحديث والنقاش فيما بينهم ويتناولون الطعام السريع معا”.
وأضاف أن “الشرطة اعتقلتهم قبل نحو 40 يوما خلال لقائهم ببعضهم البعض وأثناء تناولهم البيتزا، ومنذ ذلك الحين والشرطة وأجهزة الأمن تفرضان تعتيما على القضية ولم يُسمح لنا برؤيتهم سوى للحظات خلال تمديد اعتقالهم في المحكمة”.
ومن جانبه، ذكر والد الشاب أحمد، بلال سليمان، أننا “لم نقم بتكليف محام للدفاع عنهم لأننا نعلم يقينا بأن هذا الجبل سيتمخض ويولد فأرا، وهذا ما يقوله لنا المحامون، ولو كانت لدينا ذرة شك بأن ما يتحدثون عنه في الشرطة والشاباك صحيح، لكنا قد كلفنا محامين من طرفنا للدفاع عنهم لكننا نترك موضوع المرافعة حاليا للدفاع العام”.
وأكد “أبناؤنا لم يقترفوا أي مخالفة أو جريمة ولا يؤذون نملة، إذ أن كل أهالي الحي يشهدون بحسن أخلاقهم، ولا شك أن التهم المنسوبة إليهم كبيرة لدرجة أن أي عاقل لا يصدقها، ونحن نقول سيماهم في وجوههم فلو كانوا ممن يؤذون أو يخططون لارتكاب أعمال مخلة بالأمن لكانوا قد ظهروا بمظهر آخر”.
وشدد سليمان على أن “ما ينسب لأبنائنا هو محض افتراء وتلفيق وقصص من اختراعات وابتكارات الشرطة وجهاز الأمن العام”.
وأشار إلى أن “الشرطة لم تعثر على أي أسلحة أو أي أدوات قتالية تثبت نيتهم تنفيذ أي اعتداء بحسب ادعائها، سيما وأنهم ملتزمون بعملهم وليسوا من أصحاب السوابق الجنائية بل على العكس لقد كرسوا أوقاتهم وجهودهم لمساعدة المحتاجين، وكل ما عثر عليه بحوزتهم هو مغلف يحتوي على مبلغ نقدي يجمعه أحد أبنائي للزكاة، إذ كتب على المغلف كلمة زكاة بينما تدعي الشرطة أن المبلغ البسيط نسبيا سيستخدم لشراء السلاح وهذا كذب وافتراء”.
وتابع أن “الشرطة تدعي بأن الغرفة التي يجتمع فيها الشبان والتي كتب على باب مدخلها بأنها مدرسة لتعليم الكتاب والسنة وتحتوي على بعض المساند والفراش، عبارة عن مدرسة مشبوهة وهي بالأساس كان يتم من خلالها تدريس الطلاب الأطفال ومعظمهم من أبناء العائلة”.
وحول ادعاء الشرطة بأن الشبان كانوا يستهدفون تنفيذ عملية في مدرسة بالمدينة، قال سليمان إن “غالبية الطلاب الذين يتعلمون في المدرسة هم من أبناء عائلة سليمان، فهل يعقل أن يخطط أبناؤنا لتفجير مدرسة يتعلم بها أشقاؤهم وأقرباؤهم، هذا هراء وكلام فارغ وكذب، كما يلفقون لهم تهم النية لحرق حافلات ركاب وخطف شرطي وغيرها وكأنه لا يوجد قانون أو أننا نعيش في غابة”.
وقالت والدة الشقيقين محمد وعبد الغفار، جميلة سليمان ، إنني “أشهد أن أولادي لم يشاهدوا أفعال تنظيم ’داعش’ ولا يؤيدون هذا الفكر البعيد كل البعد عن الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى السلام والحق، وبصرف النظر عمّن أوجد تنظيم ’داعش’ فنحن نشأنا وتربينا على احترام الإنسان كإنسان أيا كان دينه أو عرقه ولا نفرق بين الناس، ونحن لا نستطيع حتى مشاهدة أفعال ’داعش’ وأبنائي كذلك لأنها لا تمت بصلة إلى أخلاق الإسلام، والمسلم لا يؤذي جاره ولا يستهتر بأرواح الناس”.
وتساءلت “أين هو تنظيم ’داعش’ المزعوم؟ لقد اختفى من العالم منذ ما قبل وباء كورونا، فهو لم يعد موجودا في العالم سوى في ملفات جهاز الأمن والمخابرات، فمرة يقولون إنهم يخططون لتفجير مدرسة وحين لم يجدوا أي دليل أو سلاح، تغيرت التهمة إلى أنهم خططوا لتحطيم المدرسة من دون أي دليل أيضا”.
وبيّنت العائلة أن “ابنها محمد كان في السابق قد أدين كذبا وبهتانا بالتماثل مع تنظيم ’داعش’ وأمضى أكثر من عامين من عمره في السجن، وحين انتهت مدة حكمه تزوّج وهو يعيش حياة استقرار مع أسرته، وكانت أجهزة الأمن قد اعتقلته إداريا بعد تنفيذ عملية الخضيرة التي نفذها شابان من أم الفحم قبل بضعة شهور، ثم أطلق سراحه لعدم توفر أي دليل ضده”.
عرب 48