فيما تميّز بأحكامه القضائية العصيّة على النقض، بحكم خبرته الطويلة، وفطنته وسرعة بديهته. ومما رواه، رحمه الله، أن جارين تخاصما على أرض، وكان أحدهما ظالماً لجاره، وعندما وقف معهما على موقع الخلاف، وكانت أرضاً وعرة، فطلب من (الخصم الظالم) أن يحمل صخرة على رأسه، حتى ينتهوا من تحرير النزاع، فقال: «ثقيلة يا شيخ ولا أقوى على حملها»، فقال له الشيخ: «فكيف يكون حالك يوم القيامة، والنبي عليه السلام يقول (من تطوّق بشبر طوّقه الله يوم القيامة من سبع أراضين)»، فجثى على ركبتيه، ورمى عمامته على الشيخ، وقال: “حللني قبل أن أصل لذلك الموقف”، وتنازل بجزء من أرضه لخصمه، وخصص جزءاً من نصيبه لبناء مسجد.
ولد الشيخ، رحمه الله، في البدائع أول عام ١٣٥٣، وتلقى العلم عن جماعة من العلماء منهم مفتي الديار العلامة محمد بن إبراهيم، وأخوه الشيخ عبداللطيف، والشيخ راشد الشبرمي، والشيخ عمر الوسيدي، وغيرهم. والتحق بالقضاء إثر تخرجه في كلية الشريعة، وقضى ٤٠ عاماً في أعمال العدل فلم تحفظ عنه قضية أساء فيها، وكأنما هو العدل يسير على قدمين.
ومع مهمات العمل في القضاء كان الشيخ إماماً وخطيباً، ويتولى التدريس، وكان عمله بالقضاء في الرياض والحدود الشمالية والباحة ومكة. وعُرف عنه أنه من أكرم الناس، إذ لا يكاد يخلو بيته طيلة عمله من الأضياف ما بين سائل ومستفتٍ وصاحب حاجة، وما أكثر ما يبذل من جهد في الشفاعات لمن يعرف ومن لا يعرف.