«ذا لاين».. أيقونة الذكاء الاصطناعي
أحد أهم المشاريع التي أطلقها ولي العهد، التي تعتبر نواة المدن الذكية العالمية. مدينة حالمة، كحاضنتها «نيوم» تزيد في دهشة العالم، قبل المجتمع الداخلي الذي يراهن، بثقة بالله أولا، ثم بقائد التغيير والتحول الاقتصادي والتنموي، على تحقيق الأهداف المرسومة، وفي فترة زمنية قصيرة.
وقال عضو مجلس الشورى فضل سعد البوعينين لـ«» إن مشروع ذا لاين فريد في تصميمه، والذكاء الاصطناعي الذي يقوم عليه، وموقعه الإستراتيجي، ومقوماته البيئية الفريدة ما يجعله قبلة المستثمرين والحالمين والباحثين عن جودة الحياة وذوي العقول من المبدعين والمبتكرين.
أول مدينة غير ربحية في العالم
أوضح البوعينين أن هناك تناغما بين إنشاء المدن الذكية والاقتصادية، والمدن غير الربحية وبما يحقق كفاءة المنظومة التنموية وشموليتها، فمدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية من المشاريع النوعية التي سيتم تنفيذها في مدينة الرياض، وهي جوهرة مضيئة، تضاف إلى الجواهر التنموية المتميزة داخل مدينة الرياض الكبرى، الهادفة إلى بناء المستقبل وتحقيق إستراتيجية التنمية.
وأضاف أن إنشاء أول مدينة غير ربحية في العالم هو ترجمة حقيقية لرؤية ولي العهد التنموية وحرصه على تعزيز القطاع غير الربحي، الذي يجمع بين العمل الإنساني والتنمية الاقتصادية والتنمية السكانية وفق منظور حديث يعتمد التنمية البشرية أساسا له. ولعلي أربط بين مؤسسة مسك الخيرية، وما قامت به من أعمال تنموية واسعة، وتطوير لقدرات الشباب وتمكينه وإكسابهم المعارف المطلوبة وأدوات القيادة الملهمة، وبين المدينة غير الربحية التي استلهمت فكرتها من تجارب السنوات الماضية، ودفعت نحو نطاق أوسع من التمكين وصناعة الإنسان وتنمية المكان وفق رؤية مستقبلية تعتمد الإبداع والابتكار والرقمنة أساسا لها. فمن المتوقع أن تكون المدينة مركزا إقليميا وعالميا للابتكار والإبداع والتكنولوجيا، وحاضنة للمبدعين والمبتكرين والمبادرات التقنية المهمة، إضافة إلى اهتمامها النوعي بالبيئة وتوفير الخدمات الشاملة المعززة لجودة الحياة، ومنها الخدمات السكنية والتجارية والترفيهية والثقافية.
«وسط جدة».. عودة الحياة
جزء من منظومة متكاملة من المشاريع النوعية التي تهدف الحكومة من خلالها لتنمية جميع مناطق ومدن المملكة، بما يتوافق مع «رؤية المملكة 2030»، وبين البوعينين أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أعاد الحياة إلى «وسط جدة» بمشروع تنموي شامل، يعزز المكانة الاقتصادية للمدينة والمنطقة، ويرفع من تنافسيتها، ويستثمر المقومات السياحية والثقافية والتاريخية المتاحة لخلق وجهة عالمية، وإعادة تطويرها وفق رؤية مستقبلية تمكنها من أن تصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم.
وأشار إلى أن استثمار الساحل، والمساحات المهملة فيه، وإعادة تطوير الواجهة البحرية وتحويلها إلى منطقة حيوية ووجهة سياحية وسكنية وتجارية لن تنعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية والتجارية، وجودة الحياة وقطاع الإيواء فحسب، بل وستسهم في خلق بيئة جاذبة تسهم في تطوير المحافظة وخلق أنموذج فريد للقرى السياحية مكتملة الخدمات التي تحتاجها غالبية محافظات المملكة. وسينعكس المشروع على الاقتصاد الكلي، وخلق الوظائف والفرص الاستثمارية، أمر غاية في الأهمية، حيث سيساهم المشروع في تحقيق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة بنحو 47 مليار ريال بحلول عام 2030، كما سيسهم في خلق الوظائف والفرص الاستثمارية الداعمة للقطاع الخاص، كما أن تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية من المكاسب المتوقعة أيضا.
مشروع THE RIG
من المشاريع السياحية الفريدة من نوعها في العالم، المزمع إنشاؤه في المنطقة الشرقية وعلى مياه الخليج العربي ويمتد على مساحةٍ تزيد على 150 ألف متر مربع، حيث يمزج بين خيارات متنوعة للضيافة والإقامة والمغامرة والتجارب الرياضية البحرية. وهو مشروع ليس كباقي المشاريع السياحية نظرا لفكرته، وتصميمه وموقعه داخل مياه الخليج العربي.
شركة السودة
من الممكنات لأهداف الرؤية، وتنمية المناطق السياحية، إطلاق شركة السودة للتطوير في منطقة عسير باستثمارات متوقعة تتجاوز قيمتها 11 مليار ريال.
وأشار البوعينين إلى أن شركة السودة تهدف للاستثمار في البنية التحتية وتطوير قطاعي السياحة والترفيه، والعمل على تطوير منطقة المشروع التي تشمل السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع، لتصبح وجهة سياحية جبلية فاخرة وتقديم خيارات سكنية وترفيهية متنوعة. ومشروع «السودة» من المشاريع السياحية الكبرى التي تعكس اهتمام ورؤية ولي العهد بتعزيز القطاع السياحي، وتنشيط المنطقة سياحيا وتنمويا، وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، كما تعكس نهج القيادة في تحقيق متطلبات التنمية المتوازنة في جميع مناطق المملكة، ولا يمكن لقطاع السياحة أن ينمو ويزدهر بمعزل عن مشاريع التنمية التي تسهم في تطوير المناطق السياحية وتحويلها لوجهات جاذبة للزائرين والمستثمرين، فالسياحة أحد أهم القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تحقق مجموعة من أهداف رؤية المملكة 2030 خصوصا ما ارتبط منها بخلق الوظائف ومعالجة البطالة، والإسكان، وجودة الحياة، والفرص الاستثمارية والتنوع الاقتصادي، لذا يعتبر إطلاق شركة السودة بداية لتحقيق تلك الأهداف وفق رؤية حديثة وممكنات قادرة على خلق الوجهة السياحية متكاملة الخدمات والجاذبة للسياح والاستثمارات في آن واحد.
السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر
مبادرة السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، من المبادرات المهمة وترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان في تحقيق المستهدفات العالمية.
إن إطلاق ولي العهد للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض جانب مهم من مبادرات المملكة النوعية لمعالجة الملف البيئي، وخلق منصة عالمية تُعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة ومتابعة أثر المبادرات التي أعلن عنها سابقا، وبما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء من الخطوات العملية التي يطرحها ولي العهد تباعا، لتتحول إلى مبادرات عالمية تحظى بالدعم الدولي المحقق لأهدافها المباركة.
كما أن البدء في تنفيذ مبادرات التشجير بزراعة أكثر من 450 مليون شجرة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراض محمية جديدة، سيرفع حجم إجمالي المناطق المحمية في المملكة إلى أكثر من 20% من مساحتها الإجمالية، وسينعكس إيجابا على المعالجة الطبيعية لجانب مهم من انبعاثات الكربون.
وأشار البوعينين إلى أن تنمية الاقتصاد الأخضر من الأهداف الرئيسية للمملكة، فحزمة المبادرات الأولى من استثمارات مالية تزيد قيمتها على 700 مليار ريال، ما يعني التوسع في الاستثمارات على جانبين رئيسيين الأول في تعزيز مصادر الطاقة بما يضمن استدامة الإمدادات واستقرار الأسواق، والثاني تنمية الاقتصاد الأخضر المعزز لحماية البيئة وصحة الإنسان، وللجهود الموجهة لتحقيق الحياد الكربوني على المدى البعيد.
صناعة المستقبل وريادة في جودة الحياة
ومن البرامج المهمة والمحققة للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص برنامج شريك الذي يهدف لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ومساعدة الشركات على تحقيق أهدافها الاستثمارية، وتسريع ضخ استثمارات تقدر قيمتها بنحو 5 تريليونات ريال في الاقتصاد المحلي حتى عام 2030، وتعزيز الثقة بمنظومة الاستثمار في المملكة، وزيادة وتيرة نمو الناتج المحلي الإجمالي، بما يسهم في تقدم الاقتصاد السعودي بين أكبر الاقتصادات العالمية.
وبين البوعينين أن إنفاق نحو 27 تريليون ريال خلال السنوات الـ10 القادمة سيحقق قفزة في الاستثمارات تنعكس إيجابا على القطاع الخاص الذي يفترض أن يكون قادرا على اقتناص الفرص واستثمارها بما يعزز من حجمه، وربحيته، وتنافسيته، وسينعكس على قيمة المملكة العالمية وتنافسيتها وقدرتها على مواجهة التحديات، وتحقيق التنوع الاقتصادي والاستدامة المالية. وتمكين القطاع الخاص، ودعم أعمال الشركات، ومساعدتها على التوسع ورفع حجم استثماراتها المحلية هو ما تهدف له القيادة من خلال برنامج التمكين عبر مجالات متعددة داعمة لأعمال الشركات، ومعززة لحجم استثماراتها المحلية.
وأفاد البوعينين بأن ما تم إطلاقه في العام 2021 من مشاريع وبرامج ومبادرات كفيل بتغيير وجه المملكة وصناعة المستقبل، وتعزيز مكانتها الاقتصادية والبيئية، إضافة إلى أهميتها في تحقيق أهداف رؤية 2030 التي باتت واقعا معاشا، بعد أن كانت حلما قبل نحو 6 سنوات، حيث باتت المملكة أكثر تقدما في التنمية الاقتصادية، وتنويع مصادر الاقتصاد، وأكثر فاعلية في شؤون البيئة عموما، من خلال مبادرات نوعية ومتنوعة، تؤكد ريادتها العالمية في قطاع الطاقة، والتنمية الحديثة، والتوازن البيئي، وتحقيق متطلبات جودة الحياة التي نصت عليها رؤية 2030.