تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، السبت، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى، رغم إعلان جيش الاحتلال استعادة 4 أسرى في عملية عسكرية خاصة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أسفرت عن مجزرة راح ضحيتها ما يزيد على 210 شهداء في المخيم.
وأفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن عشرات آلاف الإسرائيليين تظاهروا وسط مدينة تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل وإقالة حكومة بنيامين نتنياهو.
ووفق الهيئة، طالب المتظاهرون بعدم نسيان “120 محتجزا” ما زالوا في قطاع غزة.
وقمعت الشرطة الإسرائيلية عشرات المتظاهرين باستخدام المياه العادمة واعتدت على عدد منهم بالضرب، وفق هيئة البث الرسمية.
كما اعتقلت الشرطة متظاهرين اثنين على الأقل، بتهمة إثارة الشغب، وفق الهيئة.
وشهدت مناطق أخرى في أنحاء إسرائيل، مظاهرات تطالب بإبرام صفقة تبادل أسرى، من بينها حيفا وكفار سابا وقيسارية ورعنانا ومفترق كركور.
بينما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 3 متظاهرين في مدينة حيفا بتهمة إثارة الشغب.
وفي وقت سابق السبت، قالت “يديعوت أحرنوت”: “على خلفية تحرير المحتجزين الأربعة اليوم، تظاهر نحو 1000 شخص عند تقاطع كركور مطالبين بمواصلة العمل على إطلاق سراح المحتجزين الآخرين عبر إبرام صفقة”.
ووفق الصحيفة “رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها الفرحة بالإفراج عن المحتجزين ممزوجة بالحزن والقلق على مصير المحتجزين الـ 120 الآخرين”.
وعلق الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة، اليوم السبت، على العملية العسكرية غير المسبوقة التي نفذها جيش الاحتلال في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأعاد خلالها أربعة أسرى إسرائيليين كانوا محتجزين في القطاع.
وقال أبو عبيدة في تغريدة عبر منصة “تيلغرام”: “ما نفذه العدو الصهيوني في منطقة النصيرات وسط القطاع هي جريمة حرب مركبة، وأول من تضرر بها هم أسراه”.
وتابع قائلا: “العدو تمكن عبر ارتكاب مجازر مروعة من تحرير بعض أسراه، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم أثناء العملية”، مشددا على أن “العملية ستشكل خطرًا كبيرًا على أسرى العدو، وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم”.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقت حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس المحتلة”.
وخلال العملية التي استهدفت المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، قُتل مئات الإسرائيليين بعضهم بنيران إسرائيلية، كما اقتادت الحركة عشرات إلى قطاع غزة لمبادلتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وبعد هدنة مؤقتة أسفرت عن تبادل أسرى من الطرفين أواخر العام الماضي، لا تزال تل أبيب تقدر وجود أكثر من 120 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت أكثر من 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.