12:13 م
الإثنين 07 مارس 2022
(بي بي سي)
أكد خبراء بريطانيون أنهم اكتشفوا دواء يمكن استخدامه في مساعدة مرضى كوفيد19، ويقلل كثيرا من خطر وفاتهم.
وقال الخبراء إن هذا الدواء هو مركب باراسيتينيب الذي يستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي “الريثاني”.
ورجحت نتائج التجارب أن هذا العقار يمكنه أن يخفض درجة خطر الوفاة بواقع 20 في المئة من حالات كوفيد الخطيرة التي تستدعي تلقي العلاج في المستشفيات.
وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام هذا الدواء مثل عقار ديكساميثازون الرخيص لإنقاذ المزيد من الأرواح.
ورجحت النتائج أيضا أن هذا العقار يمكنه أن يقلل الوفيات بسبب كوفيد19 بواقع النصف.
وقد توصي الهيئة الوطنية للرعاية الصحية في بريطانيا باستخدام مركب باراسيتينيب استناد إلى تلك النتائج العلمية.
وتصل تكلفة برنامج علاجي باستخدام أقراص هذا الدواء إلى 250 جنيه إسترليني رغم أن هيئة الرعاية الصحية يمكنها التفاوض من أجل تخفيض تلك القيمة.
وقال ساجد جاويد، وزير الصحة والرعاية الاجتماعية البريطاني: “أتقدم بوافر الشكر لكل الباحثين، والأطباء، والمتطوعين الذين شاركوا في هذا العمل”.
وأضاف: “سوف يدرس الخبراء الطبيون والعلميون النتائج قبل اتخاذ أي قرارات فيما يتعلق بالخطوة التالية”.
وعلى الرغم من دور اللقاحات الكبير في التقليل من معدل انتشار العدوى وحماية الأرواح، لا تزال العدوى تنتقل إلى البعض، ومنهم من يعاني من إعياء شديد بسبب كوفيد.
وتجري مؤسسة ركيفري تجارب للأدوية المتوافرة بالفعل على مرضى كوفيد للتعرف على ما إذا كان من الممكن أن تساعد في العلاج.
وبالفعل تم التوصل إلى أن عقاقير ديكساميثازون، وتوسيليزوماب، ورونابريف غيرت الممارسات السريرية المتبعة في علاج فيروس كورونا حول العالم ويرجع إليها الفضل في إنقاذ مئات الآلاف، إن لم يكن ملايين، الأرواح، وفقا لخبراء.
والآن ينضم هذا المركب الجديد، باراسيتينيب، إلى قائمة العقاقير المشار إليها، إذ يسهم إلى حدٍ كبيرٍ في الوقت الحالي في تحسن حالة الكثير من مرضى كوفيد المصابين بأمراض خطيرة، من بينهم من هم على أجهزة التنفس الاصطناعي.
وأشارت النتائج إلى أن مزايا هذا الدواء فاقت الكثير من أدوية إنقاذ الحياة الأخرى المستخدمة في علاج كوفيد.
“شيء إيجابي”
وقال مارك رايفر، 51 سنة من كمبريدج، الذي شارك في التجارب على هذا الدواء: “كنت في المستشفى لمدة شهر، أغلبها في وحدة العناية الفائقة”.
وأضاف: “كان كل شيء في جسمي وكأنه يحارب كل شيء”.
وتابع: “كنت أتلقى دعما تنفسيا طوال الوقت تقريبا، وأصبت بالسل والالتهاب الرئوي في الرئتين معا”.
وقال رايفر: “لكني رأيت أنه من واجبي أن أشارك في تجارب ريكفري لأني أيقنت أنه مهما حدث لي، فسوف يكون ذلك لأني أفعل شيئا إيجابيا لمساعدة الآخرين”.
وأضاف: “أنا سعيد جدا بنتائج تجارب باراسيتينيب، وآمل أن يتم استغلالي لتحقيق صالح الكثيرين”.
وتتوفر في الوقت الحالي أدوية كثيرة تستخدم في علاج كوفيد، وهي:
الأدوية مضادة للالتهابات االتي يمكنها أن تمنع الجهاز المناعي من إصدار رد فعل مبالغ فيه تجاه آثار الإصابة ويؤدي إلى الوفاة.
الأدوية مضادة للفيروسات التي تجعل من الصعب على فيروس كورونا إعادة إنتاج نفسه والتكاثر داخل الجسم.
العلاج بالأجسام المضادة التي تحاكي الجهاز المناعي في مهاجمة الفيروس.
وقال مارتن لاندراي، أستاذ الطب وعلم الأوبئة في كلية صحة السكان في جامعة أكسفورد البريطانية وأحد رؤساء الفريق البحثي المشرف على تجارب ريكفري: “من الثابت الآن في الحالات الخطيرة التي تعالج من كوفيد في المستشفيات أن الاستجابة المفرطة من الجهاز المناعي هي المحرك الأساسي وراء تلف الرئتين”.
وأضاف: “النتائج التي ظهرت اليوم لا تظهر فقط أن العلاج بمركب باراسيتينيب يزيد من فرص النجاة من كوفيد19، كما أنه يقدم ميزة إضافية للعقاقير المستخدمة في علاج الفيروس، إذ يقلل من الاستجابة المبالغ فيها للجهاز المناعي، وهي العقاقير مثل ديكساميثازون وتوسيليزوماب”.
وتابع: “يفتح هذا الاكتشاف الباب أمام احتمال الجمع بين استخدام أكثر من نوع من الأدوية المضادة للالتهاب للتقليل من خطر الوفاة في أكثر الحالات تدهورا”.