علاقات أمريكا والصين غموض مستمر وقلق يتصاعد

التقى الزعيم الصيني شي جين بينج، للمرة الأخيرة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنه كان يتطلع بالفعل إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب وسياساته «أمريكا أولًا»، قائلًا إن بكين «مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة».

وخلال محادثاتهما على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ السنوية في بيرو، حذر شي من أن العلاقات المستقرة بين الصين والولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية ليس فقط للبلدين ولكن أيضًا «لمستقبل ومصير البشرية».

وحذر من أنه «يجب اتخاذ الخيار الحكيم، ومواصلة استكشاف الطريق الصحيح لتمكين دولتين كبيرتين من التعايش بشكل جيد مع بعضهما البعض».

ودون ذكر اسم ترمب، بدا شي وكأنه يشير إلى قلقه من أن الخطاب الحمائي للرئيس القادم خلال حملته الانتخابية قد يدفع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى واد آخر.

الإدارة الأمريكية

وقال شي من خلال مترجم «إن الصين مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة للحفاظ على الاتصالات وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات من أجل السعي لتحقيق انتقال مستقر للعلاقات الصينية الأمريكية لصالح الشعبين».

وتحدث بايدن، الذي ينهي أكثر من 50 عامًا من الخدمة العامة، بلمسات أوسع نطاقًا حول أين ذهبت العلاقة بين البلدين.

ولم يتأمل فقط السنوات الأربع الماضية، بل والعقود التي عرف فيها كل منهما الآخر.

وقال بايدن «لم نتفق دائما، لكن محادثاتنا كانت دائما صريحة. لم نخدع بعضنا البعض أبدا. هذه المحادثات تمنع سوء التقدير، وتضمن عدم تحول المنافسة بين بلدينا إلى صراع».

عدم اليقين

وهناك الكثير من عدم اليقين بشأن ما ينتظر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في عهد ترمب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات الصينية.

وبالفعل، بدأت العديد من الشركات الأمريكية، بما في ذلك شركة نايكي وشركة واربي باركر لتجارة النظارات، في تنويع مصادرها بعيدًا عن الصين. وتقول شركة ستيف مادن للأحذية إنها تخطط لخفض الواردات من الصين بنسبة تصل إلى 45% العام المقبل. وفي رسالة تهنئة إلى ترمب، بعد فوزه على نائبة الرئيس كامالا هاريس، دعا شي الولايات المتحدة والصين إلى إدارة خلافاتهما والتوافق في عصر جديد. أمام الكاميرات يوم السبت، تحدث شي إلى بايدن – لكن كان من الواضح أن رسالته كانت موجهة إلى ترمب.

وقال شي «في ظل الثورة العلمية والتكنولوجية المزدهرة الكبرى، لا يشكل الانفصال أو تعطيل سلسلة التوريد حلًا. إن التعاون المتبادل المنفعة فقط هو الذي يمكن أن يؤدي إلى التنمية المشتركة. إن الفناء الصغير والسياج العالي «ليس ما ينبغي لدولة كبرى أن تسعى إليه».

وبين مسؤولون في إدارة بايدن أنهم سينصحون فريق ترمب بأن إدارة المنافسة الشديدة مع بكين من المرجح أن تكون التحدي الأكبر في السياسة الخارجية الذي سيواجهونه.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، إن بايدن أكد لشي أن «الشهرين المقبلين هما فترة انتقالية» وأن الرئيس يرغب في تسليم العلاقة بين الولايات المتحدة والصين «بشروط مستقرة» إلى الإدارة الجديدة.

بايدن يعتبر علاقته مع الرئيس الصيني شي جين بينج من العلاقات المهمة على الساحة الدولية، وبذل جهدًا كبيرًا في تنميتها منذ أن تعرفا على بعضهما عندما كانا نائبين للرئيس.

واجهت العلاقة بين البلدين تحديات كبيرة في السنوات الأربع الماضية.

الولايات المتحدة تطالب الصين بتكثيف جهودها لمنع تصعيد التوترات مع كوريا الشمالية.

بايدن أدان قرار كوريا الشمالية بإرسال جنود لمساعدة روسيا في الحرب ضد أوكرانيا، وزودت كوريا الشمالية روسيا بالمدفعية والذخائر.

تزايدت التوترات بعد إسقاط الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني.