عمارة تيرينج.. أول مول تجاري في قلب القاهرة تنتظر التطوير


06:00 ص


الخميس 03 مارس 2022

():

قال المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري، إن عمارة تيرينج، ستكون ضمن تطوير ميدان العتبة، بعد الانتهاء من أعمال التطوير التي تجري في ميدان التحرير.

وأضاف أبوسعدة ل: “لقد دخلنا إلى ميدان طلعت حرب ثم مصطفي كامل وأوشكنا على الانتهاء منهما وسندخل بعد ذلك على ميدان الأوبرا ثم العتبة”.

وتعتبر عمارة تيرينج أحد المعالم الأثرية فى منطقة العتبة وهى عمارة كبيرة فى أعلاها شكل للكرة الأرضية تحملها 4 تماثيل، تمثل تحفة معمارية، ويرصد قصة عمارة تيرينج، حيث ظهرت براعة المهندس الشاب النمساوي أوسكار هورويتز، بعد حوالي عشر سنوات من تخرجه، إلا واختطفه المقاول ليون رولين فيلز، لينفذ عددا من المشروعات الهامة في قلب القاهرة عام 1910.

وبالفعل وصل المهندس إلى القاهرة في نفس العام ليجرى عددا من الدراسات والبحوث حول أنسب تصميم لأول مول تجاري في تاريخ مصر تقريبا، بميدان العتبة الخضراء، وتمثلت ثمرة جهوده على مدار عامين من 1913-1915 عمارة تيرينج هي تحفة معمارية تتوسط ميدان العتبة أشهر ميادين العاصمة، وهي تتكون العمارة من خمسة طوابق في أعلاها كرة تحملها 4 تماثيل، لا يوجد مثلها سوي ثلاثة في العالم.

عمارة تيرينج كانت ملك خواجة يهودى هو فيكتور تيرينج من مواليد مدينة القسطنطينية وقد أراد أن يحاكى متاجر سيزار ريتز فى أوروبا، وكان هذا الموقع الرابط بين القاهرة القديمة والقاهرة الجديدة.

ففى شرق المبنى حي الموسكى المكتظ بالسكان والمليئ بالشوارع والحوارى بعطوره الشرقية وأصواته الغريبة، وإلى الغرب منه أفخم الحدائق الفرنسية فى القاهرة (حديقة الأزبكية) والمبانى المزينة الأوروبية الفخمة التى أنشأها الخديوى إسماعيل مع ميادينها الجميلة والفنادق الفخمة وأوبرا القاهرة والكثير من المشاهد للقاهرة البرجوازية المتنامية.

عمل مبنى تيرينج بعد انشائه على تقديم كل شيء من حيث الأزياء والعطور الباريسية والأقمشة الإنجليزية والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية، وكان فيكتور تيرينج وإخوته جوستاف وكونراد قد افتتحوا تجارتهم في فيينا في العام 1882 وبعد فترة وجيزة أصبحت منتجات شركة فيكتور تيرينج وإخوانه لخياطة الملابس في كل أنحاء المدينة ثم عبر الإمبراطورية النمساوية الهنغارية كلها، واستهدفوا فتح فروع لهم في الخارج ولكن لسوء حظهم أن الحرب العالمية الأولى أوقفت أنشطتهم في التوسع، كان لديهم رغبة فى نقل إمبراطوريتهم للتسوق إلى لندن بدلا من فيينا وكان يمكن أن يكون هناك محلات تيرينج في شارع أكسفورد اليوم.

وفي عام 1915 كان تيرينج تحت إدارة كارلو ميناسس، وأدرج تحت مسمى ممتلكات العدو، وكان الجيش البريطاني في ذلك الوقت قد فرض الأحكام العرفية على جميع الممتلكات التى تعود للأجانب من بلد العدو و قد تم عزلها، وفي نهاية المطاف تم منح مبنى التيرينج ترخيصا مشروطا للتجارة في مصر مع الإمبراطورية البريطانية ومع الحلفاء من بريطانيا العظمى، ولكن نظرا لفقدانها لمصادر الإمداد لمخزنها بسبب العزل عن الإمبرطورية النمساوية الهانغارية تم تصفية نشاطها في عام 1920، وتم تجريد مبنى التيرينج من أصحابها الأصليين في وقت كانت تجاوز منافسيها مثل شيكوريل وصيدناوي وعمرأفندي، بكثير فى أحدث المعروضات، وبعد ذلك تنقلت ملكية المكان بين عدد من المالكين وظل المبني على قيد الحياة بمحبة من قبل أصحابه المتعاقبين عليه، وظل محتفظا بعملائه القدامى واستمر التسوق به حيث كان لا يزال شكلا من أشكال الترفيه.

وبالرغم هذا التاريخ الكبير لذلك المبنى العريق والاهتمام به منذ لحظة التفكير فيه ثم بنائه ثم استغلاله إلا أنه بعد يوليو 1952 استولى عليه مجموعة من واضعى اليد الذين حولوه إلى ورش صغيرة و محال تجارية وبعد ذلك تحول لمخازن للبضائع لمجموعات كبيرة من المحال التجارية فى منطقة العتبة والموسكى.

أما غرفة المشنقة وهي الغرفة الموجودة أسفل الكرة أعلي المبني فهي مغلقة بالسلاسل والأقفال وحتى العمال الذين يعملون في الورش لا يعرفون عنها أي شئ ولكن هناك أسطورة يرددونها تقول أن بها مشنقة، ولكنها لا تعدو أن تكون سوي أسطورة.