على الرغم من انشغال العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية وما سيترتب من استحقاقات على المستويين الدولي والاقليمي استطاعت القضية الفلسطينية ان تعود نقطة ارتكاز اي مسارات تخط في عمليات التسوية المستقبلية رغما عن أنوف اسياد التطبيع التي سارعت لعقد قممها مع الكيان الصهيوني في محاولة منها لصناعة تحالف على شكل صور ترسلها رسائل لمحور المقاومة الذين يشكلون العدو الحقيقي لهذا الحلف الذي تتسع رقعته من كامب ديفيد الى السودان ، لتأتي العمليات الاستشهادية الفلسطينية البطولية في كل من بئر السبع والخضيرة ويني براك في اسبوع واحد لتخلط الأوراق من جديد وتضرب هذا التحالف مع الكيان وما سينتج عنه عرض الحائط وتدخل الكيان الصهيوني في حالة من الهلع والخوف والارباك وتجعل المستوطنين الصهاينة امام تحديات كبرى أهمها أمنهم وأمانهم المهددين وما سيترتب على هذا التهديد .
حاولت اسرائيل ومنذ احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية دق اسفين بين ابناء الشعب الفلسطيني على مبدأ فرق تسد وهذا المبدأ وان كان قد نجح الصهاينة بتنفيذه لعقود مضت على مستوى تسعير الخلافات بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحسر بيئة هذه الفصائل كل على حده ، واستطاعت اختزال العمل المقاوم في غزة الا ان معركة سيف القدس استطاعت اعادة ترتيب اوراق البيئة المقاومة للشعب الفلسطيني ورأينا ثمرة رص الصفوف في هذه المعركة التي أرهبت الكيان ودفعت العديد من المستوطنين لمغادرة فلسطين، وما يمكن الجزم به أن ما يجري من مخاضات جديدة في الساحة الفلسطينية على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني ما هو إلا استمرار لتداعيات سيف القدس والتي لن تنتهي إلا بهتزازات كبرى دخل كيان العدو ضمن دائرة الزوال .
في هذه الاجواء التي يحاول زعماء وقادة لبعض الدول العربية بتقديم المساعدة للكيان الصهيوني واطالة عمره في اراضينا المحتلة وتصفية القضية الفلسطينية من خلال حرف البوصلة عن هذه القضية المحورية في تاريخ الشعوب العربية والاسلامية وتوجيهها الى عدو جديد المتمثل حسب زعمهم بإيران ، اعاد الشباب الفلسطيني البوصلة الى مكانها الصحيح المتمثل بالقضية الفلسطينية ومقارعة المحتل الصهيوني وضربه في اكثر المناطق الأمنية لهذا الكيان .
لتصل الرسالة المكتوبة بدماء الشهداء الى الكيان و دول التطبيع وسيدهم الأمريكي بأن القضية الفلسطينية لن تموت بموت الآباء والأجداد بل ممتدة للجيل الشاب الذي راهن على ذاكرته كبار المؤسسين لهذا الكيان وبالنظر لما اوردته صحيفة تايمز اوف اسرائيل عن منفذ عملية بني براك الشهيد ضياء البالغ من العمر ٢٦ عاما يؤكد ان القضية لن تموت والاجيال القادمة حملت هذه القضية وهذا مؤشر على ان المقاومة مستمرة جيلا بعد جيل حتى تحرير الارض .
استطاع الشباب الفلسطيني المقاوم وخلال اسبوع واحد من خلال ضرباته المتكررة التي آلمت الكيان وأرقت قادته وهذا ما اكده كبار هؤلاء القادة فهذه العمليات ادخلت الكيان ومستوطنيه امام استحقاقات كبرى لناحية مستقبل وجوده وهذا ما اكده تصريح وزير خارجية الكيان يائير لابيد بقوله لن ينقلونا من هنا وهذا يعني ان رسالة الدم الفلسطيني وصلت .
كل محاولات الفصل العنصري التي مارسها الكيان في الداخل الفلسطيني وتقسيم جغرافيتها لشرذمة المقاومة منذ تاريخ احتلاله افشلها الشياب الفلسطيني في اسبوع واحد ، وما محاولة الكيان لالصاق صفة الارهاب الداعشي على منفذي العمليات البطولية الا لشرعنة استهداف المقاومة الفلسطينية والشباب الفلسطيني بحجة محاربة الارهاب الداعشي ولكسب تأييد دولي في عملياته الاجرامية المستقبلية .
وفي الخلاصة ..
احتفل الشعب الفلسطيني بيوم الأرض معلنين عن تمسكهم بالهوية الوطنية الفلسطينية بأرواحهم وبدماء الشهداء الطاهرة التي اعادت رسم الجغرافية الفلسطينية عبر هذه العمليات الفدائية واستطاعت ان تعيد تثبيت القضية الفلسطينية كأم للقضايا العربية وكقضية عالمية ، وإسقاط مفهوم الامن والامان الذي فرضته الآليات العسكرية المتوحشة الاسرائيلية للمستوطنين وهز صورة كل المؤسسات الاسرائيلية وانتصر عليها في عقر مناطق احتلالها، وما ينتظر الكيان الصهيوني هو شيء مرعب وكبير وفق هذا المسار التصاعدي للعمليات الفدائية الفلسطينية وما يمكن أن تجر هذه العلميات مشهد الصراع من عمليات على شاكلة سيف القدس وأعظم ، ولن ينفع هذا الكيان كل محاولات اخفاء خوفه ورعبه وراء كل هذا القبح من التطبيع والعمالة مع بعض الانظمة بل يزيده انكشافا في الداخل وسقوطا اسرع .
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق