حتى اللحظة لم تُعلِن إسرائيل بشكلٍ رسميٍّ فيما إذا كان حزب الله هو الذي نفذّ عملية حاجز مجدو يوم الاثنين الماضي، حيث تُمنَع وسائل الإعلام العبريّة من النشر عن الموضوع في ظلّ إحكام الرقابة العسكريّة قبضتها على الإعلام الإسرائيليّ، وذلك لليوم الخامس على التوالي.
مع ذلك، كُشِف النقاب، كما أفادت القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، عن أنّ العبوّة الناسفة التي انفجرت في حاجز مجدو كانت مليئةً بالمتفجرّات، لافتةً في ذات الوقت، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع بالمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، إلى أنّ التحقيقات أكّدت بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ العبوّة الناسفة تمّ تصنيعها في روسيا، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، “استغرب” المحللون والخبراء في تل أبيب صمت حزب الله وأمينه العّام حسن نصر الله وعدم إصدار الحزب أيّ بيانٍ حول عملية مجدو، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ حزب الله كان دائمًا يُعلِن عن مسؤوليته، الأمر الذي يُثير الانتباه لهذا التصرّف، وأنّه على ما يبدو وراء الأكمة ما وراءها.
إلى ذلك، وفي إطار المعركة بين الحروب على الجبهة الشماليّة، أوضحت المصادر في تل أبيب أنّ عناصر من تنظيم حزب الله اللبناني يقومون بمضايقة سكان المستوطنات على الحدود الشماليّة للكيان من خلال توجيه أشعة الليزر عبر الحدود، الأمر الذي دفع الجيش بالرد بهجومٍ آخر على الحواس.
وفي هذا السياق أفادت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أن نشطاء حزب الله كانوا يصوبون أشعة الليزر باتجاه بلدة المطلة الحدودية الإسرائيلية، مستهدفين السائقين والأشخاص الذين يسيرون في الخارج، وحتى داخل المنازل.
وقد وردت عدة شكاوى حول المشكلة، بالإضافة إلى ذلك، اشتكى السكان من انفجارات مدوية وسكب المجاري بالقرب من الحدود، بحسب التقرير، ورفع المجلس المحلي المسألة إلى الجيش الذي أثارها مع وحدات المراقبة التابعة للأمم المتحدة التي تقوم بدوريات في المنطقة، لكنْ لم يتم اتخاذ أيّ إجراءٍ على ما أكّده التلفزيون الإسرائيليّ.
في النهاية، أضافت المصادر، قرر الجيش الإسرائيليّ التعامل مع هذه القضية بنفسه، وبدأ بإلقاء قنابل كريهة الرائحة على مشغلي الليزر، ممّا أدى على ما يبدو إلى وقف النشاطات.
ومن الجدير بالذكر أنّه في مقطع فيديو بثته القناة، يمكن رؤية شخصيْن بجوار سيارةٍ يبدو أنّهما يوجهان أشعة الليزر من لبنان إلى إسرائيل، وبعد لحظات، يسقط جسم من السماء بالقرب منهم، ويتناثر عندما يضرب الأرض، وبعد ذلك قاما بدخول سيارّةٍ فورًا والابتعاد عن المكان.
ووفقًا للمصادر الإسرائيليّة، تحتوي القنابل على نفس المادة المستخدمة في (رذاذ الظربان) الذي تستخدمه الشرطة الإسرائيليّة، وهو مركب كيميائي كريه الرائحة تمّ تطويره في البداية لاستخدامه ضدّ “مثيري” الشغب الفلسطينيين، وتستخدم الشرطة خراطيم المياه لرش مثيري الشغب بالرذاذ الكريه، كما تمّ استخدامه ضد مثيري الشغب الإسرائيليين، وعلى نحوٍ خاصٍّ أولئك الذين يتظاهرون ضدّ فساد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو.
وجاء التقرير بالتلفزيون العبريّ وسط تصاعد التوترات على الحدود الشمالية، حيثُ قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيانٍ مُشتركٍ إنّهما يشتبهان في أنّ حزب الله المدعوم من إيران كان وراء انفجار على طريق سريع في شمال إسرائيل أدى إلى إصابة رجل بجروح خطيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقُتل منفذ الهجوم المزعوم رميًا بالرصاص على الحدود اللبنانيّة بعد عدّة ساعات من الهجوم الذي وقع يوم الاثنين، وكان مسلحًا بحزامٍ ناسفٍ في ذلك الوقت، وحتى اللحظة لم تُنشَر تفاصيل المنفّذ واسمه، علمًا أنّ القناة الـ 13 بالتلفزيون الإسرائيليّ أكّدت أنّ المُنفّذ ينحدر من مخيم لاجئين في لبنان.