وبحسب التلفزيون الحكومي، فقد أدخل خان إلى المستشفى العسكري بعد إصابته بفايروس كورونا، ثم نُقل إلى منزله بعد تحسن حالته الصحية، لكن حالته تدهورت فجأة الليلة قبل الماضية، وتوفي في أحد مستشفيات العاصمة إسلام آباد.
وقد وجد خان نفسه وسط جدل واتهام بتسريب تقنيات لليبيا وكوريا الشمالية، ووضع قيد الإقامة الجبرية في إسلام أباد منذ 2004. وأقر بذنبه في العام نفسه. ومنحه الرئيس السابق برويز مشرف عفواً، ووضع رهن المراقبة لمدة 5 سنوات، لكن أعفي رسمياً من الملاحقة في عام 2009.
وفي مقابلة نشرت عام 2008، قال خان: «أنقذت البلاد لأول مرة عندما جعلت باكستان دولة نووية، وأنقذتها مجدداً عندما اعترفت بالذنب وتحملت كل اللوم».
ونعى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الدكتور عبد القدير خان، وقال: «بالنسبة لشعب باكستان، كان رمزاً وطنياً». وأفاد بأنه سيدفن في مسجد الملك فيصل في إسلام أباد بناء على طلبه. ووصف زعيم المعارضة شهباز شريف وفاته بأنها «خسارة فادحة للوطن»، مغرداً «فقدت الأمة خيّراً حقيقياً خدم الوطن بالقلب والروح».
وولد عبدالقدير خان في العام 1936 في بوبال في الهند قبل انفصال باكستان عن الهند، وهاجرت عائلته إلى باكستان بعد انفصال الدولتين، ومنها سافر إلى ألمانيا لإكمال تعليمه الجامعي. وحصل على درجة الماجستير من جامعة دلفت للتكنولوجيا، ثم الدكتوراه في الهندسة المعدنية من الجامعة الكاثوليكية في لوفين.
وبعد اختبار الهند أول قنبلة ذرية لها في العام 1974، كتب خان إلى رئيس الوزراء الباكستاني آنذاك ذو الفقار علي بوتو، وعرض عليه العمل في البرنامج النووي للبلاد، وإثر ذلك فتحت هولندا تحقيقاً مع خان، وحكمت عليه بالسجن لمدة أربع سنوات، قبل أن ينقض الحكم لاحقاً.
وبمجرد عودته إلى باكستان، شيد مختبراً في كاهوتا لتطوير اليورانيوم، حيث أنتج أول يورانيوم عالي التخصيب عام 1982. ونجحت باكستان في إجراء أول تجربة لقنبلة نووية في العام 1998.