على عكس ما أشيع أن رئيس الجمهورية ميشال عون قرر تفجير قنبلة سياسية إلى حد كسر الجرة مع حزب الله الذي كان السبب الرئيسي في إسقاط عهده، وتحديد المسؤولية وتسمية الأمور بأسمائها في كافة الملفات، جاءت كلمة عون المتلفزة مساء (الاثنين) مضبوطة الايقاع كما طلب منه صهره جبران باسيل الذي نزل بدوره عند رغبة مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا الذي زار باسيل لهذه الغاية واستمرت الزيارة حتى الساعات الأولى من فجر الاثنين.
عون وفي كلمته التي شكك بها المراقبون قبل أن تبث على الشاشات واعتبروها مناورة لشد عصب الشارع المسيحي المقبل على انتخابات نيابية، دعا إلى حوار وطني عاجل من أجل التفاهم على 3 مسائل والعمل على إقرارها ضمن المؤسسات، وهي: اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، إضافة إلى خطة التعافي المالي والاقتصادي بما فيها الإصلاحات اللازمة والتوزيع العادل للخسائر.
ولم ينس عون تكرار مقولته الشهيرة منذ توليه رئاسة الجمهورية فقال: «إن معركتي هي معركة بناء الدولة منذ اليوم الأول الذي مارست فيه الشأن العام والخدمة العامة، هذا ما كنت أحلم به عندما كنت تلميذاً في الكلية الحربية، وقد رافقني طوال عمري. فلا وجود للبنان من دون دولة، واستمرارية بناء هذه الدولة تستند إلى أسس هي الدستور والقوانين والمؤسسات. وهذا ما يؤدي إلى انتظام في الدولة، وهو مطلب كل لبناني أكان مقيماً أو في الانتشار، المطلب واحد: قيام الدولة»، متناسياً أنه عطل مع فريقه السياسي البلاد في أكثر من استحقاق، كما لم ينسوا جملته الشهيرة: «لعيون صهر الجنرال بعمرها ما تتشكل الحكومة».
ثم انتهت كلمة عون في الكلمة «القنبلة الدخانية» كما كانت توقعات الجميع، دون أن يتجرأ على اتهام حزب الله أو الثنائي الشيعي بتعطيل الحكومة، بل اكتفى بالقول: من الضروري أن تجتمع الحكومة اليوم قبل الغد، لمعالجة المشاكل على طاولة مجلس الوزراء.
فبأي شرع أو منطق أو دستور، يتم تعطيل مجلس الوزراء، ويُطلب منه اتّخاذ قرار ليس من صلاحياته، ويتم تجميد عمله بسبب مسألة لا تشكّل خلافاً ميثاقياً، معتبرا أن شلّ المؤسسات أصبح نهجاً قائماً بذاته، ونتيجته خرب الدولة. وسأل: هل لا يزال اللبنانيون متفقون على وحدة الدولة؟ أم أنّ النظام قد سقط وأصبح كل واحد يبحث عن مصلحته؟ لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تقترب الحلول في المنطقة، نرى الحل يبتعد في لبنان وهذا أمر غير مقبول.