عون يرحل.. ويسلم لبنان إلى الفراغ

بعد 6 سنوات عجاف، غادر الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم (الأحد) قصر بعبدا قبيل يوم من انتهاء ولايته اليوم (الإثنين) 31 أكتوبر، مسلماً البلاد إلى الفراغ بعدما وقع مرسوم استقالة الحكومة، واضعاً لبنان أمام فوضى دستورية حول تفسير «انتقال صلاحيات الرئيس».

عون توجه مباشرة بكلمة الوداع إلى مجلس النواب فاتحاً أبواب المعارك من بعده قائلا: إن الرئيس المكلف يحبس التأليف فليبادر مجلسكم إلى نزع التكلف وإصدار مراسيم التشكيل فوراً تجنباً للفراغ. ولم ينسَ رمي المسؤوليات على غيره عندما قال: إن المنظومة الحاكمة منذ 30 سنة أوصلت البلاد إلى هذا الوضع.

وأضاف متحدثاً عن رحيله «اليوم تنتهي مرحلة لتبدأ مرحلة أخرى تحتاج للنضال وللكثير من العمل لكي نخرج من أزماتنا، معتبراً أن البلد مسروق وعلينا أن نقوم بالكثير من العمل والكثير من الجهد لكي نقتلع الفساد من جذوره. معلناً أنه «بالرغم من كل التجاوزات المالية والانهيار الاقتصادي لم نتمكّن من إيصال حاكم مصرف لبنان إلى القضاء لأنّ المنظومة الحاكمة منذ 32 سنة تحميه».

وأفاد عون بأن الدولة لا يمكن أن تقوم إلا على عمودين هما: الأمن والقضاء، مهاجماً القضاء لأنه لا يقوم بدوره، ولا يزال المرتكبون خارج المحاكم ولربّما لأنّهم من التابعين للقيمين على الحكم.

وفي ملف الترسيم، قال: عملنا على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية لأنّنا نعلم أنّه لا يمكن للبنان أن يقوم من أزمته إلا من خلال استخراج النفط والغاز.

وفي يوم الوداع الذي حضر له التيار العوني لخروج رئيسه كالقائد الخارج منتصراً من المعركة التي هوت بلبنان وشعبه إلى هوة سحيقة من الفساد والانهيار، أقيمت احتفالات رسمية وشعبية في القصر ومحيطه، إلا أن اللافت أنه على الجانب الآخر من البلاد كانت تعم احتفالات أخرى ابتهاجاً بانتهاء العهد الذي كبّد لبنان واللبنانيين خسائر جسيمة.

من جهته، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: «نودع عون ونتمنى له الخير بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية»، مضيفاً أن عهده لم يكن سهلاً بل محفوفاً بالأخطار والظروف الصعبة، فكان لبنان وسط محاور المنطقة وعرف أسوأ أزمة. واعتبر أن الشغور الرئاسي في لبنان ليس قدراً، بل مؤامرة، والدولة بلا رئيس كجسم بلا رأس، والجسم لا يحتمل أكثر من رأس.

وأكد الراعي أن الرئاسة بصلاحيتها ودورها أساس الاعتراف بوحدة لبنان كياناً ودولة، فالرئيس فوق كلّ رئاسة، معتبراً أن العودة إلى نغمة «الترويكا» قد ولّت.