أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، الإثنين، انتهاء “مرحلة التوغل العسكري المكثف” للجيش الإسرائيلي شمالي قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة “ستنتهي قريبا في جنوبي القطاع”، وذلك تمهيدا للانتقال لـ”المرحلة التالية” للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من 100 يوم.
وشدد غالانت على رفض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لإمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مدعيا أن الحرب وحدها ما سيؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة؛ كما اعتبر أنه دون مواصلة الضغط العسكري فإن إسرائيل لن تتمكن من الدفع قدما في مفاوضات عبر وسطاء قد تؤدي إلى إعادة المحتجزين.
وقال غالانت “قبل حوالي ثلاثة أشهر قدمت خطة الحرب إلى الكابينيت. حددنا مراحل التنفيذ وأوضحنا أن مرحلة المناورات البرية المكثفة ستستمر نحو ثلاثة أشهر. في شمالي قطاع غزة انتهت هذه المرحلة. في الجنوب سنصل إلى هذا الإنجاز قريبا، وفي كلا المنطقتين ستأتي اللحظة التي ننتقل فيها إلى المرحلة التالية”، دون أن يوضح طبيعتها.
وفي ظل الخلافات التي بدأت تطفو على السطح بين مركبات حكومة الطوارئ، توجه غالانت لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والوزير في “كابينيت الحرب”، بيني غانتس، اللذان وصفهما بـ”الشريكين الرفيعين في حكومة الوحدة”، وقال: “هذا المرحلة تتطلب الوحدة، (استمرار) حكومة الطوارئ هو شرط أساسي للانتصار في الحرب”.
وأضاف “دون حكومة الوحدة سيتم تقسيم كل إنجاز بأنه ‘لنا‘ أو ‘لكم‘، وسيكون المستفيد الوحيد حركة حماس. من واجبنا استنساخ وحدة المقاتلين في ميدان المعركة إلى وحدة قومية ومدنية في قيادة الدولة”. وشدد على أن عام 2024 “سيكون عام حرب، ولكنه أيضا عام نصر”.
وتابع أنه “في نهاية الحرب في غزة لن يكون هناك أي تهديد عسكري، ولن تكون حماس قادرة على السيطرة والعمل كقوة عسكرية في القطاع. وسيكون للجيش الإسرائيلي حرية عمل كاملة في القطاع”. وانتقد غالانت سلوك نتنياهو وحذر من التردد في الجانب السياسي، وقال: “إنهاء الحرب في غزة يجب أن يرتكز على عمل سياسي”.
وأضاف أن “التوجه والقرار السياسي هو الذي يقود العمل العسكري وغياب القرار السياسي قد يضر بسير العمل العسكري. طرحت خطة أمام أعضاء مجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، ومن واجب الحكومة مناقشتها وتحديد الهدف من الحرب”.
وعن مستقبل قطاع غزة المحاصر، قال غالانت، في انتقاد ضمني لنتنياهو، إن “التردد السياسي قد يضر بالنشاط العسكري”، وذلك في ظل المماطلة في عقد جلسات لمناقشة “التصور الإسرائيلي لمستقبل قطاع غزة”، وقال: “يعيش الفلسطينيون في غزة وبالتالي سيحكمها الفلسطينيون في المستقبل”.