المشورة الطبية
أوضح الدكتور غسان بوخمسين (صيدلي أول): ينبغي هنا تأكيد أمرين رئيسيين: الفيتامينات لا تسبب السرطان، أي أنها ليست سببا في حدوثه، ولكنها تزيد الوضع سوءا للمصابين به. لذا يجب على المصابين بالسرطان أخذ المشورة الطبية من الطبيب المختص قبل التفكير في تناول أي مكمل غذائي.
الأمر الآخر أن الأغلبية الساحقة للفيتامينات الموجودة في السوق هي فيتامينات مصنعة وليست طبيعية، أي أنها مصنوعة في المختبر، وليست مستخلصة من الغذاء، لذلك يعتبرها العلماء صورة فيتامين، وليست فيتامينا طبيعيا، ولا تعطي الأثر الفسيولوجي للفيتامين الطبيعي الموجود في الغذاء، لذلك الأفضل هو استهلاك الفيتامينات ومضادات الأكسدة من مصادرها الطبيعية من الخضراوات والفواكه، فالفيتامينات الغذائية هي الصورة الطبيعية للفيتامينات التي يمتصها الجسم، وتقوم بالدور الفسيولوجي المطلوب منها، ولا تسبب تسمما أو أضرارا صحية، كونها موجودة بنسب طبيعية ومتوازنة في الغذاء. أما مكملات الفيتامينات والمضادات فلا داعي للشخص السليم الخالي من الأمراض أن يتناولها، ولكن هناك حالات مرضية معينة تحتاجها، ويحددها الطبيب المعالج.
الصحي الذكي
أبان مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد أن الفيتامينات والمعادن مهمة جدا لصحة الجسم، إذ يجب الحصول على إمدادات ثابتة منها، حيث تقلل هذه العناصر الغذائية من مخاطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السكتة الدماغية والسكري والسرطان، وتلعب هذه العناصر الغذائية دورا في حماية الصحة والوقاية من المرض، إذ يجب تقوية النظام الغذائي اليومي، ليشمل مجموعة كاملة من العناصر الغذائية، والقيام بذلك دون نفقة أو مخاطر الفيتامينات المتعددة أو المكملات المتعددة المعادن، مؤكدًا أن النظام الغذائي الصحي الذكي، الذي يحتوي على أطعمة لذيذة وصحية، هو أفضل وأسلم طريقة لتلبية احتياجات الجسم من الفيتامينات والمعادن، ومن الأطعمة التي تعد أفضل مصادر هذه العناصر الغذائية، على سبيل المثال، البطاطس التي تحتوي على 50 % من البوتاسيوم لكل وجبة مقارنة بالموز، وأن أفضل مصدر لفيتامين «سي» ليس الحمضيات بل الفلفل الأحمر الحلو.
أمراض القلب
أشار الحداد إلى ما تم نشره أخيرا، حيث ذكر فريق العمل المعني بالخدمات الوقائية الأمريكية أنه بعد مراجعة 84 دراسة اختبرت تأثير الفيتامينات على 700 ألف شخص تقريبا، وجد أنه إذا كنت بالغا وتتمتع بصحة جيدة فليس هناك أدلة كافية لوجود فوائد تفوق مخاطر استخدام المكملات الغذائية والفيتامينات، للوقاية من أمراض القلب والسرطان أو إطالة العمر، وأن مخاطر استخدام الـ«بيتا كاروتين» أكثر من فوائده. لذلك أوصى فريق العمل أنه من الأفضل التشديد على الأنشطة المنخفضة المخاطر التي تتمتع بفائدة أعلى، وذلك بعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين، مشددا على أهمية استشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي عند التفكير في تناول أي مكمل غذائي، والتأكد من أن هناك حاجة ضرورية تستدعي استخدام هذه المكملات.
لا ضرر ولا ضرار
أكد استشاري الأورام الدكتور خليفة الملحم أن هناك دراسة من جامعة كولورادو عزت أن الإفراط في تناول فيتامين أ (كاروتين) يزيد نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند المدخنين، وهناك دراسة وصلت لاستنتاج أن الإكثار من تناول فيتامين ب (فوليك أسيد) يزيد فرصة تكون اللحيمات في جدار القولون، وهذه اللحيمات ربما تكون النواة لحدوث أورام القولون والمستقيم، وتبقى دراسات متفرقة ونتائجها غير دقيقة، ولكن الأهم عدم استخدام تلك الفيتامينات والمكملات الغذائية دون النصائح الطبية، وهناك دراسات تشير إلى أهمية تناول بعض الفيتامينات للمرضى الذين أصيبوا مسبقا بالأورام، وهو عكس فكرة أن تلك الفيتامينات تسببها، في النهاية لا ضرر ولا ضرار.
فاعلية العلاج
قال استشاري الأورام الدكتور منير البقشي: «الفيتامينات والأملاح الموجودة في الأكل مفيدة، والشائعات كثيرة، ولا دور للفيتامينات كأقراص أو مكملات في انتشار السرطان أو التسبب فيها. بيد أن السؤال عن دور مضادات الأكسدة من فيتامينات في علاج السرطان بالأدوية، حيث يقلل تأثير الأدوية على فاعلية العلاج، كما تدل على ذلك الدراسات العلمية الحديثة».