غضب في الضفة الغربية غداة العملية الإسرائيلية الدامية

صباح الخميس، وصلت إلى مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة شاحنة محملة بالحليب كان جنود إسرائيليون يختبئون داخلها، وفق ما روت مصادر محلية وشهود.

وقتل خلال العملية تسعة فلسطينيين، في يوم حصد العدد الأكبر من القتلى في عملية إسرائيلية واحدة منذ سنوات عديدة، وانتهى بتيادل قصف بين قطاع غزة والجيش الإسرائيلي.

ويقول جهاد أبو كمال (35 عاما)، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، لوكالة فرانس برس “دخلت شاحنة الحليب إلى المخيم في التوقيت اليومي نفسه الذي تدخله لتوزيع الحليب”، مضيفا أن الإسرائيليين “حاولوا مباغتتنا”.

وقالت إسرائيل إن العملية كانت تستهدف ناشطين في حركة الجهاد الإسلامي يخططون لهجمات على إسرائيل، ويختبئون في منزل بالقرب من مستشفى، وأطلق بعضهم النار في اتجاه الجنود. وقد أعادت العملية إلى الفلسطينيين مشاهد من الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005 عندما كان مخيم جنين في صلب المواجهات.

ويحذّر محللون من وقوع مزيد من أعمال العنف بعدما شهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، وفق الأمم المتحدة.

وبين القتلى، بحسب مسؤولين فلسطينين، ماجدة عبيد البالغة من العمر 61 عامًا والتي أصيبت برصاصة في رقبتها. وقالت ابنتها كفاية (26 عاما) لوكالة فرانس برس إن والدتها أصيبت بينما كانت تحاول مشاهدة ما يجري خارج المنزل بعد سماعها الرصاص.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يدرس تقارير عن وقوع إصابات أخرى غير “المشتبه بهم المسلحين”.

وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المخيم قبل ظهر الخميس.

ويقول فادي صبارين (23 عامًا) الذي يقيم بجوار المخيم، إنه انتظر مغادرة الجنود الإسرائيليين قبل أن يركض إلى المكان للمساعدة. ويضيف “اشتعلت النيران في جثتين. أخمدت الأولى لكنهما تفحمتا تماما”.

ويضيف “تناثر دماغ رجل ثالث على الحائط”، مشيرا إلى بقع دماء عند المدخل الأمامي.

ويتمركز في المخيم مقاتلون فلسطينيون من مجموعات مسلحة مختلفة، ونفذّت القوات الإسرائيلية عمليات شبه يومية فيه، بعد سلسلة من الهجمات الدامية داخل إسرائيل العام الماضي.

وتقول المحللة في مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى إنها تتوقع “استمرار تصاعد العنف مع تعمّق الغضب الفلسطيني من العمليات الإسرائيلية المتكررة وتزايد الإحباط من السلطة الفلسطينية التي ينظر إليها الكثيرون على أنها بيدق بيد إسرائيل”.

وتوضح لوكالة فرانس برس إن العملية الأخيرة “ستؤجج الإحباط والغضب الذي يشعرون به بالفعل تجاه السلطة الفلسطينية والإسرائيليين”.

وأعلنت السلطة الفلسطينية في وقت متأخر الخميس أنها قطعت التنسيق الأمني مع إسرائيل للمرة الأولى منذ العام 2020، في خطوة انتقدتها واشنطن قبل أيام من وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة.

ويقول أبو كمال إن جنين”يشعر بشكل متزايد وكأنه مجتمع تحت حصار دائم”، مشيرا إلى أن “الغضب يسود في جميع أنحاء المخيم”.

ويضيف “الأجواء متوترة جدا، وهناك استياء من جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وكأن كل بيت من بيوت جنين استهدف”.

وجرت تظاهرات عدة الجمعة في بلدات وقرى في الضفة الغربية للاحتجاج على العمليات الإسرائيلية والاستيطان تخللتها مواجهات مع جنود إسرائيليين.

ويقول المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون إن عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية ضرورية وتستبق هجمات “إرهابية” على إسرائيل.