07:55 م
الأربعاء 22 سبتمبر 2021
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
“أنا اسمي هيام أحمد محمد عبدالجواد، من محافظة بني سويف، وخريجة فصول محو الأمية، ومش مكسوفة من ده!”. تقف الفائزة بالمركز التاسعة عشر في مسابقة المُتحررات من الأمية، لتُعبِر عن فخرها بما وصلت له، كيف خرجت من الظلام إلى النور بفضل شقيقتها الكُبرى وأطفالها، بعد سنوات من انقطاعها عن التعليم بسبب تقاليد قريتها الصغيرة، التي تُشجع على تعليم الصبيان وحسب، غير أنها وشقيقتها كسرت تلك القاعدة.
للعام السادس، احتفت المبادرة العربية للتمكين الاجتماعي والاقتصادي، بالمتحررات من الأمية، وهي المبادرة التي أطلقتها جمعية المرأة والمجتمع، مع شركاء من المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في مصر منذ عام 2015.
داخل مركز التعليم المدني بالزمالك،حضرت السيدات الفائزات، من محافظات مختلفة قدِموا إلا أن الحكايات تتشابه في تفاصيلها، حُرمن من التعليم في الصغر بسبب ظروف اقتصادية واجتماعية قهرية، غير أنهن قررن العودةللتعليم مُجددًا.
من بين 175 مُرشحة، اختارت لجنة التحكيم 25 فائزة وحسب، من 24 محافظة مُختلفة، مثل السويس وأسوان والمنياوأسيوط والجيزة والقليوبية والإسكندرية وسوهاج وبني سويف، من بينهن 6 حاصلات على مؤهلات جامعية و10 تعليم متوسط وفوق المتوسط و8 محو أمية، وسيدة واحدة من الدراسات العُليا. فيما ذهبت الجائزة العربية إلى مُتحررة من دولة فلسطين، وعبر تطبيق “زووم” حضرت نسرين يونس من غزة على الشاشة داخل الحفل، تحكي عن رحلة كفاح مع الأمية، حتى تغلبت عليها في ظروف قاسية.
وتحصل الفائزات على جوائز من شركاء المبادرة من المجتمع المدني والقطاع الخاص، امتلاك مشروعات متناهية الصغر أوالتمكين الاجتماعي لاستكمال مراحل التعليم، بقيمة جوائز تصل إلى 199 ألف جنيهًا.
اتخذ الحفل هذا العام طابعًامُختلفًا، لم تستطع السيدات الفائزات من محافظات الصعيد السفر إلى القاهرة، وذلك بسبب انتشار فيروس كورونا والسعة الاستيعابية للقاعة المٌقام بها الحدث، لذا لجأت المبادرة إلى تطبيق “زووم”، فيما أرسلت سابقًا لهن شهادات التكريم والجوائز.
على الشاشة ظهرت السيدات عبرالتطبيق، يحملن شهادات التكريم، ويشعرن بالفخر والسعادة من تكريمهن. ومن بين المُكرمات جيهان رفعت، أم لأربعة أبناء، وهجرها زوجها. لذا صممت على الذهاب للتعلم بعد سنوات من الغياب حتى تساعد أطفالها في مراحلهم التعليمية المُختلفة، فيما أصرت على اكتساب مهارات فنية أخرى، مثل صناعة الحُلي، وتتمنى أن تحصل على قرض لإقامة مشروع تجاري خاص بها. وخلال المُنتدى، ناقشت المبادرة على مدار ثلاث جلسات موضوعات مختلفة تحت عنوان “تعليم الكبار والأبعاد التنموية لتمكين المرأة”، فضلًا عن عقد شراكات مع جهات داعمة.
وشهد إطلاق الدراسة التحليلية عن دعم وتمكين المرأة ببرامج تعليم الكبار والتنمية المستدامة، إذ تعتبر الدراسة الأولى من نوعها بمصر والمنطقة العربية، فضلًا عن عرض الرؤية والتخطيط الاستراتيجي التشاركي للمبادرة خلال 10 سنوات مُقبلة.
من السويس فازت نعمت عبدالحكيم بالمركز الأول، وخلال كلمتها بالحفل عبرت عن التحديات التي واجهتها لاستكمال مسار التعليم منذ الصغر، بسبب إعاقتها والظروف الاقتصادية والاجتماعية، غير أنها قررت تحدي ذلك واستكمال تعليمها، رغم الصعوبات في الحركة والتنقل ونظرة المجتمع لها. أزادها ذلك إصرارًا على التعليم، اختتمت كلمتها بحلمها في الالتحاق بكُلية، قبل أن تلتقط منها سهام نجم، رئيس جمعية المرأة والمجتمع ومؤسس جائزة تمكين المُتحررات من الأمية، وتعلن عن مفاجأةوهي الحصول على منح دراسية من وزارة التعليم العالي لاستكمال السيدات من مشوارهن.
65% من السيدات المُرشحات إلى جائزة المتحررات من الأمية لدى الجمعية، استكملن مراحل التعليم بعد محوالأمية، 21% منهن تعليم جامعي ودراسات عُليا، و44% تعليم متوسط وفوق المتوسط، و35%من السيدات اكتفين بشهادة محو الأمية. من خلال أعداد المُرشحات، والفئة العمرية ومنالحضر أم الريف؛ خلص المنتدى إلى عدة توصيات للمتحررات من الأمية، أبرزها الاهتمام بالفئة العُمرية اليافعة من 15 عامًا وحتى 25 عامًا، فضلًا عن أهمية فتح قنوات للتمكين الاقتصادي للمتحررات من الأمية، بإعادة فتح مراكز التأهيل المهني والحرفي لهن.
على مسرح المركز بالقاهرة، ناقش المنتدى التوصيات، شهد أيضًا فرح ودموع الفائزات، تأثرهن بالوصول لتلك اللحظة، وبهجة الحصول على تقدير لمجهوداتهن، فيما لم يغب عن الحضور بعض أفراد أسرهن. في نهاية اليوم التقط الحاضرون صورة جماعية، لتُصبح شاهدًا على اللحظة الفريدة التي مرت بها السيدات، وتذكارًا لمشوارهن المُضني، فيما يأملن ألا تخشى باقي السيدات من الحصول على حقهن في التعليم.