في ورشته الفنية الصغيرة، يقضي الفنان محمد الحاج من مدينة غزة معظم وقته في صنع مجسمات فنية متعددة وتزيين جوانبها، ليحول مخلفات البيئة لتحف وأشكال فنية تبهر الناظرين.
بدأ الستيني أبو رمزي فكرته مع جائحة كورونا، وكان يجلب مخلفات البيئة من الشوارع ومن أي مكان يجدها فيه، ورغم نظرات الناس إلا أنَّه صمم على مواصلة عمله الذي وصل إلى مرحلة الشغف.
وقال الحاج لـ “سبوتنيك”: “كلما شاهدني الناس وأنا أجمع المخلفات كنت أقول لهم تعالوا إلى معرضي المنزلي وشاهدوا كيف تتحول هذه المخلفات إلى أشكال فنية، وبعدما عرف الناس ما أقوم به تغيرت نظرتهم لي، وأصبحوا كلما شاهدوني وأنا أجمع هذه المخلفات تساءلوا إلى ماذا سأحولها وكيف سيكون شكلها”.
الفنان الحاج عبَّر من خلال مجسماته عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، واستخدم مخلفات الهدم ليشكل بها مجسمات تعبر عن القصف والهدم والطائرات الحربية وغيرها.
واستطاع صنع مجسم للمسجد الأقصى مشكلاً تفاصيله لكي يتعرف سكان قطاع غزة الذين لا يستطيعون زيارة المسجد على أجزائه وأبوابه وساحاته.
وقال الحاج: “كثيرٌ من المجسمات أهديها إلى الأصدقاء والمحبين لفني، وأحاول أن أطور من الأشكال التي أصنعها ولقد استطعت أن أشكل مجسماً للحرم المكي واستغرق عمله 6 أسابيع، أما معظم المجسمات فتستغرق يوم عمل او أثنين”.
صعوبات عديدة واجهت الفنان محمد الحاج، أهمها توفير الخامات اللازمة للعمل، وكذلك إنفاقه على المستلزمات من مدخراته الخاصة كالألوان، واللواصق، وبعض الأدوات اللازمة للمجسمات، ويقول الحاج: “بالرغم من الصعوبات التي واجهتني، ما زلت مصرا على الاستمرار في هذا العمل الذي أصبحت شغوفاً به، ورسالتي أن الفنان لا يبخل بفنه بل يقدم كل ما لديه ليعبر عن نفسه وطنه ومجتمعه، ولا يجعل سن التقاعد نهاية لعمله بل بداية شغف جديد يجدد حياته”.