فنون تشكيلية ورؤية تصويرية تعبّر عن الهوية الإبداعية

للفنون التشكيلية طابع ومذاق خاص، لاسيما أنها أضفت انتعاشة كاسحة خلال الأعوام الأخيرة عبر المعارض والمشاركات المختلفة، مستكملة طريقها في مبادرة «الشرقية تُبدع» التي مدّت ذراعيها للفنون التشكيلية وسط أجواء من الإبداع والحماس بين مواهب شباب وشابات المنطقة الشرقية بعد أن استقطبت كافة الميول والهوايات في مختلف المجالات، بدعوة مقدمة من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) باعتبارها فرصة غير مسبوقة لإطلاق كرنفال مزدحم بالحكايات الفنّية. وفي قطاع الفنون التشكيلية، جاءت مشاركة «جماعة الفنون التشكيلية» على هيئة معرض جماعي بعنوان «تقاسيم»، الذي ضمّ مجموعة من الأفكار والمدارس الفنّية، توزعت بين 81 عملًا فنيًا بأيدي تشكيليين وتشكيليات ترجموا أفكارهم وبثّوا مشاعرهم ووجهات نظرهم الفنية عبر هذه الأعمال التعبيرية المبدعة، ودأبت جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف على تنظيم معرض «تقاسيم» بشكل سنوي، لإبراز نتاج وأعمال وتجارب نخبة من المختصين تحت سقف واحد، إذ يتوج المعرض في كل نسخة بمشاركة واحد من الأسماء التشكيلية البارزة في المنطقة الشرقية لافتتاحه وإطلاق فعالياته، ووقع الاختيار في هذه النسخة على الفنان التشكيلي زمان جاسم.

وقال المشرف على المعرض، الفنان التشكيلي كميل المصلي: هذه النسخة الجديدة من معرض تقاسيم، هي المشاركة الثانية لجماعة الفنون التشكيلية بالقطيف، في مبادرة «الشرقية تُبدع»، موضحًا أن تسميته بـ«تقاسيم» بوصفه محاكاة للتنوع المطروح والتناغم المتعدد في تجارب الفنانين المشاركين، مؤكدًا أهمية مشاركة جماعة الفنون التشكيلية في مثل هذه المبادرات الإبداعية، قائلاً: نرجو أن نكون مساهمين ومبادرين لكل ما يصب في خدمة المنطقة، وللفنّ والإبداع فيها نصيب لاسيما في فترة ينتعش خلالها الفنّ ويتألق الإنتاج الإبداعي، والأنشطة والمحاضرات، معتبرًا أن هذه المبادرات فرصة للفنانين لإبراز مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية، وتعمل جماعة الفنون التشكيلية كعامل مساعد يُسهل فرصة إظهار إبداعات الفنانين. بدورها، سعت «دار نورة الموسى» وعبر مشاركتها في مبادرة «الشرقية تُبدع»، إلى إيجاد بيئة خصبة تنمّي التفكير الإبداعي، ونظمت مجموعة فعاليات في هذا الإطار، ومن ذلك التشكيل عبر النحاس بصنع فواصل نحاسية لمحبي الكتب، فيما أطلقت فعالية أخرى من تنظيم الدار، العنان للأفكار الإبداعية عبر توفير مساحة مجانية في الهواء الطلق، إضافة إلى ورشة تُعنى بالصوت وتنمية مقوماته، مع تمييز المقامات سماعيًا.

كما جرى تخصيص مجموعة من الفعاليات الموجهة إلى الأطفال، ومن ذلك «مسرحية القراصنة» التي كشف عن جانب من تفاصيلها، المؤلف والمخرج فهد الدوسري، وأشار إلى أن العرض المسرحي مع ما يتسم به من التسلية، فإنه يحمل في ثناياه أهدافًا وقيمًا أخلاقية، وممزوجًا بأغانٍ استعراضية، مبيّنًا أن العرض استمر لعدة أيام ضمن مبادرة «الشرقية تُبدع».

واستكمالاً لدور المبادرة في خلق بيئة تفاعلية إبداعية، تم تفعيل برامج وفعاليات تتماشى مع رؤية المملكة 2030، كبرنامج «لسان العالم» الذي نظمته مكتبة قراءاتي، ويهدف إلى التمكين مع تعزيز القيم وتطوير المهارات وتنمية المعارف في مختلف المجالات، إلى جانب بناء جسور مشتركة بين الثقافات الأخرى، وتوعية المجتمع بأهمية لغات العالم وتنمية مهارات التواصل، عبر لقاءات تفاعلية تتضمن تعليم 5 لغات مختلفة (الكورية، الصينية الفرنسية، الأوردية واليابانية).

على الصعيد ذاته، نظّم فرع هيئة الصحفيين السعوديين ومكتب وزارة الرياضة بحفرالباطن معرضًا للفنّ التشكيلي بالتعاون مع نادي عبق للفنون الجميلة ونادي حَبْر للقراءة، في القاعة الرئيسية لمكتب وزارة الرياضة بالمحافظة، حيث شارك في المعرض 20 فنانًا وفنانة تشكيليين بـ70 لوحة فنية نالت استحسان الزوار. وأوضح مدير فرع هيئة الصحفيين بحفر الباطن سلمان الشمري أن تنظيم المعرض يأتي تماشيًا مع مبادرة «الشرقية تبدع» التي انطلقت تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز.

وأشار إلى أن اللوحات والأعمال الفنّية التي عرضت في المعرض هي نتاج فنانين وفنانات حفرالباطن المبدعين، إضافةً لركن الكتاب الذي عُرضت به العديد من الكتب وحظي باهتمام المثقفين.