تجربة شاملة
ردًا على ذلك، أجرى باحثون من جامعة كوين ماري في لندن وكلية (تي إتش) تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد تجربة شاملة، في هذه الدراسة تلقى الأطفال المنغوليون الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و13 عامًا مكملات فيتامين (د) أسبوعيًا على مدى ثلاث سنوات، تم اختيار منغوليًا للدراسة بسبب ارتفاع معدل الإصابة بكسور العظام ونقص فيتامين (د) على نطاق واسع. وتكشف النتائج، التي نشرت في مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء، أنه في حين أن المكملات الغذائية زادت بشكل كبير مستويات فيتامين (د) من حالة النقص إلى المعدل الطبيعي، إلا أنها لم تؤثر على خطر الكسور أو قوة العظام، تتحدى هذه النتيجة المعتقدات السائدة سابقًا حول تأثير فيتامين (د) على صحة العظام. ومن المتوقع أن تدفع هذه التجربة، التي تعد أكبر تجربة عشوائية محكومة حول مكملات فيتامين (د) لدى الأطفال حتى الآن، العلماء والأطباء وخبراء الصحة العامة إلى إعادة تقييم دور مكملات فيتامين (د).
خطر الكسور
يوضح الدكتور غانما دافاسامبو، أستاذ مشارك في كلية هارفارد تي تشان للصحة العامة، في بيان إعلامي: «أن غياب أي تأثير لمكملات فيتامين (د) المستمرة والسخية على خطر الكسور أو قوة العظام لدى الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (د) أمر لافت للنظر»، في البالغين، تعمل مكملات فيتامين (د) بشكل أفضل للوقاية من الكسور عندما يتم إعطاء الكالسيوم في نفس الوقت؛ لذا فإن حقيقة أننا لم نقدم الكالسيوم إلى جانب فيتامين (د) للمشاركين في التجربة قد تفسر النتائج الفارغة من هذه الدراسة. من المهم أيضًا ملاحظة أن الأطفال الذين تبين إصابتهم بالكساح أثناء فحص التجربة تم استبعادهم من المشاركة، لأنه لم يكن من الأخلاقي أن نقدم لهم علاجًا وهميًا «دواء وهمي»، ويضيف البروفيسور أدريان مارتينو، رئيس مركز علم الأحياء المناعي بجامعة كوين ماري في لندن: «إن النتائج التي توصلنا إليها لها صلة فقط بالأطفال الذين يعانون من انخفاض مستوى فيتامين (د)، والذين لم يصابوا بمضاعفات في العظام». «لا ينبغي تجاهل أهمية تناول كمية كافية من فيتامين (د) للوقاية من الكساح، وتظل إرشادات حكومة المملكة المتحدة التي توصي بتناول 400 وحدة دولية من فيتامين (د) يوميًا مهمة ويجب اتباعها».