رأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم (الإثنين)، وفد المملكة المشارك في أعمال الدورة الثامنة لمنتدى داكار الدولي حول السلام والأمن، المقام في السنغال.
وألقى وزير الخارجية كلمة المملكة في الجلسة الافتتاحية، التي حضرها رئيس السنغال ماكي سال، ورئيس أنغولا خواو لورينسو، ورئيس كابو فيردي خوسيه ماريا نيفيس، ونائب رئيس وزراء غينيا بيساو ماريو سواريس سامبو، وعدد من المسؤولين.
وعبر الأمير فيصل بن فرحان في بداية كلمته عن تثمين المملكة للدور الفعّال للسنغال في غرب قارة أفريقيا، ورئاستها الاتحاد الأفريقي لهذا العام، مؤكداً تطلّع السعودية إلى الدفع بالمصالح المشتركة مع الدول الأفريقية وتعزيز التعاون في مجالات الأمن، والطاقة، والتجارة، والاستثمار، والخدمات اللوجستية، وتفعيل دور القطاع الخاص للبحث عن فرص استثمارية تعود بالنفع المشترك على البلدان وشعوبها.
وجدد وزير الخارجية دعم المملكة المستمر لمبادئ الشرعية الدولية الرامية إلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز التعاون المشترك المبني على أسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وعدم التصعيد واللجوء إلى القوة أو التهديد بها.
كما أشار وزير الخارجية إلى موقف المملكة الداعم لكافة الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل للأزمة الروسية الأوكرانية حمايةً للأرواح والممتلكات، وحفظاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مجددا دعوة المملكة واستعدادها للوساطة في سبيل تحقيق ذلك.
وقال وزير الخارجية في كلمته «تُولِي المملكة حرصاً كبيراً لمواجهة التحديات العالمية المشتركة والأكثر إلحاحاً كالأمن الغذائي، والعقبات التي تواجهها سلاسل الإمداد، والتغير المناخي، وإدراكاً من المملكة بأهمية التعامل مع تحديات التغير المناخي، وضرورة معالجة آثاره السلبية، فإنها تولي بالغ الاهتمام لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للتغير المناخي».
وأضاف «ترسيخاً لدور المملكة الريادي في هذا المجال، أطلقت المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، دعماً للجهود الوطنية والإقليمية في هذا الخصوص، وأعلنت أهدافاً طموحةً لتنويع مصادر الطاقة، ورفع كفاءة إنتاجها واستهلاكها، وطرحت مبادرات نوعية لحماية البيئة، ولتعزيز التشجير المستدام، وخفض الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول 2030، والوصول للحياد الصفري لانبعاثات الكربون بحلول 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وبِمَا يتوافق مع خطط المملكة التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي. وسَتَعْقِد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر قِمَّتَهَا الثانية في نوفمبر القادم بشرم الشيخ، على هامش مؤتمر التغير المناخي (COP 27)، وتُرحب المملكة بكافة المساهمات الفاعلة من الدول الأفريقية، والاستفادة من خبراتها في طرح وتبادل وجهات النظر، بما يُحقِّق أهداف المبادرة ويُعظِّم من نتائجها».
ونوّه بترحيب المملكة بإنشاء مجموعة التركيز الخاصة بأفريقيا ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش لمواجهة الخطر المتزايد من انتشاره في القارة الأفريقية، ودعمها لجهود المجموعة ولكافة الجهود الرامية لمحاربة هذه الآفة واجتثاث جذورها.
وعبر الأمير فيصل بن فرحان عن اهتمام المملكة بالقارة الأفريقية ودفع عجلة التنمية في دولها التي تزخر بالفرص الاستثمارية الهائلة، إذ قال «يعمل صندوق الاستثمارات العامة إلى جانب كبرى الشركات السعودية في إقامة المزيد من الشراكة التجارية والاستثمارية في القارة الأفريقية في مجالات الطاقة، والتعدين، والاتصالات، والتغذية وغيرها من المجالات».
وفي ختام كلمته جدّد تأكيد المملكة على ضرورة تفعيل أطر العمل متعدد الأطراف لمجابهة التحديات المشتركة، وتوفير الشراكات التي تهيئ البيئة الإقليمية لضمان قدرة دول القارة على استغلال مواردها، وتحقيق المزيد من النماء والرخاء بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة.