في المدرسة مريض سكري.. متى يكسر الصيام ؟

بعد طول غياب امتد لنحو 10 سنوات يعود الطلاب والطالبات للدراسة في رمضان، وتبرز مخاوف ذوي المصابين بمرض السكري، وقلقهم من تداعيات الصيام على أبنائهم وبناتهم، ويتساءلون كيف يمكنهم التعامل مع حالة هبوط مستويات السكر في الدم؟

وتجيب عن السؤال استشارية الغدد الصماء وسكري الأطفال الطبيبة نرمين البشراوي، وتقول إن للصيام فوائد صحية وجسدية وروحية عميقة يلتمسها المسلمون، ولا يقتصر أثره الإيجابي على فئة معينة دون غيرهم كالمصابين بالسكري النوع الأول، وخصوصاً المصابين الذين يتمتعون بإدارة صحية فعالة للسكري وعلى اطلاع بأبرز التحديات المحيطة بالصيام والتعامل الصحيح فيها، وعلى الرغم من نجاح عدد كبير من المصابين في أداء الفريضة إلا أنه يوجد بعض الحالات التي قد يكون الصيام فيها خطراً يهدد سلامة المسلم، ومنهم المصابون بحالة الضعف اللا إرادي وعدم الوعي بنقص السكر في الدم، وتختلف الحالات بشكل فردي من مصاب لآخر ما يعزز أهمية مناقشة موضوع الصيام مع الطبيب المعالج المحيط

بجميع المعلومات الخاصة بالمصاب قبل

بداية الشهر.

وتضيف الدكتورة نيرمين أنه طبياً ينصح أولياء الأمور الأخذ بزمام المبادرة عند زيارة الطبيب وشرح جميع التحديات والتجارب السابقة ووضع الخطط الافتراضية والحلول المنطقية، ويستحسن وجود خطة وصول سريعة لتوجيهات الطاقم الطبي، وغالباً ما يتم تغيير جرعات الانسولين لمصابي السكري النوع الأول لتتيح الصيام دون تذبذب كبير في السكر.

ويكمن جوهر إدارة السكري في رمضان في المتابعة المستمرة للسكر في الدم، وأكدت المنظمة الدولية لسكري الأطفال والمراهقين أهمية استخدام أجهزة قياس السكر، كما يتفق جميع منظمات وأطباء مختصين بوجوب قطع الصيام في حالة انخفاض السكر دون 70 ملجم/‏دسل أو في حالة وجود أعراض انخفاض السكر. قد يلاحظ بعض الأهل وجود بعض الارتفاعات أثناء الصيام التي تستدعي التصحيح، وهنا ننصح بمناقشة جرعة التصحيح مع الطبيب إذ يلجأ البعض لإعطاء 6070% فقط من الجرعة أو تقسيمها حسب الظروف المحيطة، وأيّاً ما كانت التذبذبات بين علو وانخفاض، فإن المتابعة المستمرة مع الفريق الطبي جوهر مهم لإتمام صيام الشهر بكل يسر، وعن النظام الغذائي الآمن للمصابين بالسكري في السحور توضح الدكتورة نيرمين أنه يفضل أن يكون النظام الغذائي صحياً ومتوازناً ليعين الجسم في فترة الصيام مع التأكد من وجود العناصر الغذائية الرئيسية من الكاربوهيدرات كمصدر رئيسي للطاقة (الحبوب الكاملة والخضراوات والبقوليات والدهون الصحية والبروتين).

من جانبه، نصح استشاري غدد صماء سكري الأطفال واليافعين الدكتور محسن هاشم المغربي الطلاب والطالبات المصابين بالسكري بمراجعة الطبيب لمعرفة إمكانية الصيام وضبط الجرعات وتناول الدواء بانتظام وتجنب الإفراط في تناول الطعام وتقسيم الإفطار إلى وجبات عدة والتقليل من الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون، واختبار مستوى الجلوكوز في الدم يومياً قبل السحور، صباحاً، ظهراً، عصراً، قبل الإفطار، بعد الإفطار بساعتين، وفي أي وقت تظهر فيه أعراض نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم أو في حالة إحساس الشخص بأنه ليس على ما يرام.

ويواصل الدكتور المغربي إسداء النصح للمصابين بالسكر ويحثهم على النوم الكافي والابتعاد عن السهر. مشيراً إلى أنه يتم تصنيف صوم المصاب بالسكري اعتماداً على المخاطر المحتملة وحسب درجة الخطورة إلى 3 فئات، صوم قليل الخطر، متوسط الخطر، وصوم شديد الخطر. ويجب على الأطباء تحديد هذه المخاطر وتصنيف كل فرد وفقاً لذلك، إذ تنقسم العوامل إلى 3 فئات رئيسية منها ما يتعلق بالشهر الكريم كعدد ساعات الصوم والفصل من السنة الذي يكون فيه الصوم وحالة الجو والتجارب السابقة للشخص المصاب، ومنها ما يختص بالمرض نفسه إذا كان نوع أول أو ثانٍ؛ فالنوع الأول يعتبر أكثر خطراً في الصوم من النوع الثاني؛ لأن الجسم يعتمد كلياً على الأنسولين الخارجي، وبالتالي تزيد احتمالية التذبذب في مستويات السكر وحدوث الحمض الكيتوني، ومدة التشخيص ووجود أي مضاعفات للسكري والأدوية المستخدمة ووجود انخفاضات للسكر يشعر بها الشخص المصاب أو انخفاضات بلا أعراض (وهي الأخطر)، كذلك قدرة الشخص للوصول للرعاية الصحية، ومنها ما يختص بالشخص نفسه، كالعمر والجنس والوظيفة وأسلوب الأكل وممارسة النشاط البدني، وينبه المغربي إلى أنه يتم كسر الصيام في حالات انخفاض مستوى السكر لأقل من 70 مجم/‏دل، وارتفاع مستوى السكر لأكثر من 300 مجم/‏دل، ومن أعراض انخفاض السكر التعرق والرجفان والخفقان والجوع الشديد والتغير في حالة الوعي والصداع، ومن أعراض ارتفاع السكر العطش الشديد والجوع وكثرة التبول والإرهاق والغثيان والاستفراغ وألم البطن.