في «اليوم السعودي» المملكة تحقق المعادلة الصعبة

تنطلق السعودية في يومها الوطني الـ92، الذي يمثل «يوم الحصاد»، نحو تعزيز دورها الإقليمي والعالمي، وتثمين استثمارها في الإنسان السعودي، الذي بدأ من عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله، وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

في اليوم الوطني السعودي الثاني والتسعين، وصلت المملكة إلى مكانة عالمية مرموقة، أهّلتها من خلال «الانفتاح على الآخر» والعطاء غير المحدود لخدمة شعبها، وأمتها، وقضاياها، إلى تدعيم الركيزة الأساسية للنهضة السعودية التي قاعدتها الإنسان.

في اليوم الوطني للمملكة، حققت السعودية المعادلة الصعبة، بطرح مبادرات وإستراتيجيات وفعاليات، كان لا يتوقع أشد المتفائلين أنها سترى النور يوماً ما، إلا أن السعودية استطاعت من خلالها، وفي وقت وجيز، تقديم نموذج مختلف وحديث يبتعد عن الصورة النمطية التقليدية للدولة الكبرى في شبه جزيرة العرب.

ولأنها دولة بحجم قارة، وإمكاناتها كبيرة، ومقدراتها متعاظمة، وتاريخها ثري، وحضارتها عريقة، وثقافاتها متعددة، وشعبها شاب وطموح، استثمرت السعودية تلك الإمكانات الجبارة بما يخدم سياساتها ورؤيتها في خلق قوة ناعمة، تؤثر بقوة في المحيط الإقليمي والعالمي بوصفها قبلة للمسلمين، ورائدة لتوجهات العرب، عبر خطة إستراتيجية شاملة متكاملة الأركان، وضعتها في مكانها اللائق، من خلال عمل مؤسساتي ممنهج هادف، وبمجموعة مبادرات حققت الهدف والغاية.

نموذج عصري للدولة الحديثة

استطاعت السعودية أن تقدم أنموذجاً عصرياً للدولة الحديثة، من خلال المواسم السياحية المتعددة التي لاقت إقبالاً منقطع النظير سواء من السعوديين أو الأشقاء الخليجيين أو حتى الزوار الأجانب، الذين أبدوا إعجابهم بالتراث والموروث العربي السعودي الأصيل.

في اليوم الوطني، استطاعت المملكة التسويق للقوة الناعمة السعودية من خلال تغيير قناعات وأفكار وتوجهات المواطن الغربي والآسيوي والأفريقي عن المفاهيم المغلوطة للإسلام وصورته المشوهة لديهم، بإطلاق حملات إعلامية ترويجية لكل المناشط والفعاليات والبرامج والمبادرات السعودية، التي تهتم بالجانب الثقافي والسياحي والترفيهي، وذلك من خلال حسابات مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك، تويتر، وإنستغرام»، وإظهار تلك الجهود بفيديوهات حية متنوعة؛ ترصد آثارها ونتائجها؛ الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تدعيم القوة الناعمة السعودية.

تمكين المرأة السعودية

أبرزت المملكة أهمية دور المرأة السعودية، وعرضت أنشطتها التي تشارك بها، بما أتاح لدول العالم الاطلاع على محتوى مغاير عن الصورة النمطية التقليدية عن دور وصورة المرأة السعودية والمجتمع العربي، وذلك من خلال تبوء المرأة السعودية مناصب ومراكز كان صعباً في الماضي الوصول إليها في شتى الميادين العلمية والوظيفية والأكاديمية، مع تسليط الضوء على الحياة الاجتماعية الأسرية التي تضطلع فيها المرأة السعودية بدور كبير ومميز، بما عكس جانباً مهماً ومختلفاً عن الحياة في السعودية عموماً.

الهيئة العامة للترفيه عكفت أيضاً على البحث عن الموهوبين في شتى أنحاء العالم حتى ينثروا إبداعاتهم في شتى المجالات، مع دعمهم للوصول إلى العالمية.

وفي هذ الإطار، دشّنت المملكة أنشطة وفعاليات سياحية وثقافية وترفيهية لاستقطاب شرائح اجتماعية مميزة من الدول التي لديها قواسم ومصالح مشتركة مع السعودية، الذين يمكن أن يكونوا أدوات ناعمة داعمة للقوة السعودية حول العالم.