وشهدت الذكرى الـ ٧٨ عدة عروض، أحدها سياسي أبطاله أرباب السلطة، وآخر مدني أبطاله أفواج ثورة ١٧ أكتوبر، وثالث للبنانيين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شكك عدد كبير منهم بأن يكون بلدهم مستقلاً بظل وجود سلاح «حزب الله».
العرض الأول أحيته السلطة عسكرياً في وزارة الدفاع ببعبدا، وبحضور سياسي تقدمه الرؤساء ميشال عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري على وقع كلمات انشائية ليس باستطاعتها وقف مفاعيل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي لا مؤشرات في الأفق على حلها.
والعرض الثاني مدني وأحيته كوادر وأفواج ثورة ١٧ اكتوبر الثقافية والطبية والفنية والرياضية والهندسية والمعلوماتية، والذين رفعوا لأول مرة ثلاثية جديدة «شعب، جيش، قضاء» شعاراً لمسيرتهم لتكون نقيضاً لثلاثية السلطة التي باتت جزءاً من بياناتها الوزارية «شعب جيش مقاومة».
وتهدف ثلاثية الثورة إلى تسليط الضوء على أهمية بناء دولة القانون بعيداً عن التسييس الذي يعمل على حماية الطائفة والحزب كما حصل في جريمة ٤ أغسطس وما يتعرض له المحقق العدلي طارق البيطار.
وعن رمزية العرض في جادة شارل حلو المقابلة للمرفأ، فتتمثل في موقعة الذي أصبح واجهة وطنية لا بد من استذكارها ومحاسبة قاتل أبناء بيروت.
أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي فأحيوا الذكرى على طريقتهم، معتبرين أن لبنان محتل، واصفين السلطة المخادعة، إذ كيف تجرؤ على خداع الناس من خلال إحياء ذكرى الاستقلال وهي غير قادرة على عقد جلسات مجلس الوزراء التي عطلها«حزب الله»؟.
وفي مسعى لإيجاد ثغرة في جدار الأزمة عقد الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لقاء ثلاثياً في قصر الرئاسة بعبدا.
وفي مؤشر على عدم الاتفاق، ردّ بري على سؤال خلال مغادرته للاجتماع «إذا كانت الأوضاع تحلحلت» بالقول: «إنشاء الله خير». فيما قال ميقاتي إنّه «ما كان الاستقلال لو ما اجتمع اللبنانيون جنباً إلى جنب في راشيا، لا نستطيع المحافظة على الاستقلال إن لم نكُن يداً واحدة».
وفي تصريح مقتضب بعد انتهاء اللقاء الثلاثي، اعتبر ميقاتي أن «التفاهم هو الأساس، والبعد جفا، واللقاء الذي حصل اليوم كان حواراً جدياً وسيؤدي إلى الخير».