فيما تتواصل جرائم المليشيا الحوثية في عدد من المحافظات اليمنية وآخرها اختطاف 9 مدنيين في الحديدة ورفض تسليم قتلة عدد من زعماء القبائل في السجون، هدد زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بتصفية منتقدي مليشياته.
وظهر زعيم الإرهاب الحوثي في خطابه، أمس (الثلاثاء)، مرتبكاً ومتوترا ومتناقضا، وركز في غالبية الخطاب على نجاح تحالف دعم الشرعية في فضح ممارسات وجرائم الانقلابيين وإفشاله مخطط مليشياته في الوصول إلى ما وصفه بـ«الهدف الكبير» في إشارة إلى السيطرة على كامل اليمن.
واعترف الحوثي بفشل مليشياته في التصدي لتحالف دعم الشرعية، مقرا بأن إعلام التحالف نجح في التأثير على مؤيديه في مناطق سيطرته، فيما ذهب للحديث غن مغالطات زاعماً أن اليمن كانت تشهد قبل الانقلاب اغتيالات وجوعا لكنه تناسى الواقع المؤلم والمر الذي يعشه اليمنيون اليوم من اغتيالات وتصفيات يومية سواء عبر المليشيا أوحلفائها في تنظيم القاعدة ناهيك عن أنها أحالت اليمن إلى أكبر حقل للألغام في العالم مما تسبب في مقتل الآلاف من الأطفال والنساء.
الحوثي الذي حاول سرد مغالطات في خطابه تناسى الواقع المرير الذي يعيشه اليمنيون منذ اليوم الأولى للانقلاب الذي دمرت خلالها المليشيا المستشفيات والإدارة الخدمية بالكامل وانتشرت الأوبئة في مختلف المدن وأصبح غالبية الشعب محاصراً في مدينته جائعاً في منزله وبات 25.5 مليون نسمة تحت خط الفقر، وكان الأحرى بزعيم المليشيا التركيز فقط على سعر سلعة النفط قبل نكبة الانقلاب وبعده لتكشف كذبه وكذب شعارات مليشياته.
وزعم الحوثي في ذكرى يوم النكبة لـ21 سبتمبر أن من ينتقد ممارسات مليشياته «عميل وخائن وحاقد» ويرضخ لما ادعى أنها شائعات، متوعدا بإقصاء وطرد الموظفين من المؤسسات الحكومية قائلا: «إن من الاستحقاق في الحاضر والمستقبل تطهير مؤسسات الدولة من الخونة والعملاء والعابثين والفاسدين والمستغلين والانتهازيين». وأقر زعيم الانقلاب بوجود مشكلات في الهيكل الوظيفي لمؤسسات الدولة ما أدى إلى التخطيط الفاشل، عازيا ذلك إلى وجود موظفين يعملون منذ ما قبل الانقلاب وهدد بطردهم.
وأفصح الحوثي عن مخططات مليشياته في استمرار الحرب ورفض السلام، إذ شدد على ضرورة أن تسيطر مليشياته على كل المحافظات اليمنية وعلى الثروة والمؤسسات، وأن مليشياته مستمرة في الإرهاب حتى تحقيق الهدف الكبير الذي نجح تحالف دعم الشرعية في منع المليشيا من الوصول إليه.
ويفضح خطاب الحوثي الوسائل الإرهابية الذي تعتمدها المليشيا في أضطهاد اليمنيين وتخويفهم وبث الرعب ونهب الأموال، إذ لم يجد ما يسرده في خطابه لإرضاء انصاره المخدوعين غير لغة التهديد والوعيد والاستعراض الفاضي لوقائع لم يجد لها اليمنيون أثراً فعلياً في ظل غلاء المعيشة وانتشار الموت في كل أزقة وشوارع المدن اليمنية وإطلاق المجرمين والإرهابيين من السجون والزج بالرجال الأوفياء لدينهم ووطنهم في السجون وتعذيبهم.
من جهة أخرى، أجبرت مليشيا الحوثي مدارس الثانوية في صنعاء وعدد من موظفي المؤسسات الحكومية على الدفع بالطلاب للمشاركة في العرض العسكري الذي أقامته اليوم (الأربعاء) بمناسبة الذكرى الثامنة لانقلابها على مؤسسات الدولة.
وقالت مصادر في صنعاء لـ«»: إن المليشيا هددت موظفي عدد من المؤسسات الحكومية خصوصاً صندوق النظافة والتحسين بالطرد من عملهم في حال عدم ارتداء الزي العسكري الذي جرى توزيعه عليهم والتوجه إلى ميدان السبعين للمشاركة في العرض.
وأفادت المصادر بأن وزارة «التربية والتعليم» الحوثية وجهت خطابات إلى عدد من المناطق التعليمية بتوفير أكثر من 600 طالب وسلمتها الأزياء العسكرية، متوعدة رافضي المشاركة بالطرد من الفصول الدراسية، فيما وعدت بمنح كل مشارك 20 درجة في الأعمال السنوية.
وشنت المليشيا حملات ابتزاز على عدد من التجار وأصحاب المحلات لتمويل الاحتفال بالانقلاب في صنعاء وعدد من المحافظات.