منذ أيام وحكومة الاحتلال “تطنطن” بتصريحات متعددة وبأشكال مختلفة، ومن مسؤولين كبار في مجلس حربهم، ومن أعضاء الحكومة، ومن قادة أحزاب، حول أهمية سيطرة قوات الاحتلال على محور فيلادلفيا، والذي يمثل الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وينبثق إدعائهم من منظور الاحتلال الخبيث، بأن العشائر العربية في شبه جزيرة سيناء، تقوم بتهريب السلاح من مصر إلى داخل القطاع دعماً للمقاومة، وبالتالي فإن إسرائيل وتحت هذه الذريعة تتحدث عن أهمية السيطرة على محور فيلادلفيا.
وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال قد أعلن بقول لابس فيه: “إن قرار السيطرة على محور فيلادلفيا قد اتخذ فعلاً داخل أروقة حكومة الاحتلال، ونبحث كيفية إتمام ذلك والسيطرة على المحور المذكور”.
وكما هو معروف، فإن محور فيلادلفيا والذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً، يمثل الحدود المصرية الفلسطينية، ويمثل إعادة احتلاله تعدياً على سيادة مصر وإخلالاً بالاتفاقات الثنائية بين جمهورية مصر وحكومة الاحتلال.
وبالتأكيد أن هذا المشروع، ما هو إلا ذريعة لا أساس لها من الصحة وادعاء كاذب، وما هو إلا غطاء للسيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية، لتنفيذ ذروة المخطط الصهيوني والمتمثل بتهجير أبناء قطاع غزة إلى مصر، وهو على أي حال، الهدف المعلن منذ أن بدأت الحرب على غزة قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وهذه الخطوة قد تصنف بأنها الخطوة الأخطر في الحرب على غزة، إذ سوف يُتبع جيش الاحتلال خطوة سيطرته على محور فيلادلفيا -إذا ما تمت- بخطوات تتضمن فتح منافذ على هذا المحور، وإجبار الغزيين بالقوة على الخروج نحو سيناء، وفي هذه الحالة وأن نزح الناس بعشرات وربما بمئات الآلاف، تحت القصف العنيف فإن مصر ربما لن تستطيع من ناحية إنسانية منعهم من الدخول.
وبالتالي تكون خطة العدو بالتهجير قد نجحت، وأن الخطوة القادمة ستكون بتكرار ذات السيناريو في الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن .
وبعد؛ نأمل أن تكون الشقيقة مصر متيقظة إلى هذا المخطط الخبيث، وأن تكون قد أعدت العدة لإتخاذ الخطوات الضرورية لمنعه وافشاله.
وذلك يطرح علينا كذلك في الأردن سؤالاً كبيراً، ماذا أعددنا ليوم كهذا، فيما لو فوجئنا، بمخطط تهجير الشعب الفلسطيني التوأم من الضفة الغربية؟
فإن ذلك يحتاج إلى إجراءات داخلية فورية ترتقي إلى مستوى خطابنا المبدئي ضد التهجير، بل ويتطلب منا ومن العرب الشرفاء، أن نساند إخوتنا الفلسطينيين بالتشبث بأرضهم سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو غزة.
كاتب اردني