حذر القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي اليوم الأحد، تل أبيب، من الرد على الهجوم الإيراني على إسرائيل، موضحا تفاصيل عن الهجوم.
وقال اللواء حسين سلامي متحدثا عن تفاصيل العملية: “كانت الأهداف دقيقة للغاية وقمنا بتنفيذ عملية محدودة بحجم اعتداءت التي ارتكبها الكيان الصهيوني.. كان من الممكن أن تكون هذه العملية عملية واسعة النطاق، لكننا حصرنا نطاق العملية في ذلك الجزء من القدرات التي استخدمها الكيان الصهيوني لمهاجمة قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق واستشهاد المستشارين العسكريين”.
وأضاف اللواء سلامي: “العملية كانت أكثر نجاحا مما توقعنا.. وحتى هذه اللحظة معلوماتنا عن جميع الضربات ليست كاملة، لكن التقارير التي وصلتنا تظهر أن هذه العملية تمت أكثر نجاحا مما كان متوقعا.. إن الشعب الذي يعيش في الأراضي المحتلة والسلطات الصهيونية والولايات المتحدة قد أدركوا وفهموا الآثار الساحقة لهذه الضربات أفضل منا”.
وأردف قائد الحرس الثوري: “يجب على الكيان الصهيوني أن يوقف سلوكه السابق ويتعلم من هذه العملية..إذا أبدى الاحتلال أي رد فعل، فمن المؤكد أن رد فعلنا سيكون أصعب بكثير بناء على هذه التجربة الجديدة التي اكتسبناها”، مستطردا: “بهذه العملية أنشئت معادلة جديدة، والمعادلة الجديدة هي أنه من الآن فصاعدا اذا هاجم الكيان الصهيوني مصالحنا وممتلكاتنا وشخصياتنا ومواطنينا في أي لحظة سوف نقوم بهجوم مضاد عليه، وعملية “وعد الصادق” هي مثال واضح وبارز للغاية لهذه المعادلة الجديدة”.
وأردف اللواء سلامي القول: “لكن المهم أن هذه المعركة كانت مجهولة وغامضة إلى حد ما وفتحت لنا فصلا جديدا من المواجهة تجاه أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي للعدو، أي الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وأنظمة الدفاع الجوي المضادة للمسيرات، وأنظمة القبة الحديدية التي تتعامل مع المقذوفات قصيرة المدى إلى فلاخون داود وأنظمة آرو”.
وأشار سلامي إلى أنه “تم تشكيل دفاع عميق ومتعدد الطبقات للكيان الصهيوني بدعم من الولايات المتحدة من أجواء العراق إلى الأردن وحتى أجزاء من سوريا وفلسطين المحتلة بطائرات إف-16 وإف-35 المتطورة للغاية، وطائرات غلف ستريم، وحتى طائرات التزود بالوقود التي تحلق بشكل مستمر في الأجواء لتوفر دفاعا جويا كثيفا ومتعدد الطبقات”، مضيفا: “الدفاع الجوي والصاروخي الذي رافقه أكثر الأنظمة تقدما كان أمامنا، وكانت مهمة صعبة المرور عبر هذا النظام المعقد للغاية والمتعدد الطبقات والمتقدم، كان الأمر معقدا للغاية لتتمكن المقذوفات من المرور عبر هذا الفضاء وضرب الأهداف على الأرض بدقة عالية للغاية”.
ونوه اللواء الإيراني: “بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرات المشتركة لأمريكا والكيان الصهيوني في مجال الحرب الإلكترونية يمكن أن يكون لها تأثيرات حاسمة على الأدوات المستخدمة في ساحة المعركة، لذا فإن هذه العملية تطلبت عبقرية في التصميم التكتيكي، مع استخدام أدوات يمكنها تحييد العدو في مجال الحرب الإلكترونية أو التصرف بطريقة تجعل أنظمة العدو غير فعالة”، متابعا: “إن ترتيب وتسلسل هذه العملية تم تنفيذها بطريقة لا يمكن قولها الآن، حيث تمكنت العشرات من طائرات الكروز والصواريخ الباليستية من اختراق الطبقات العميقة للوضع المطمئن على ما يبدو للكيان الصهيوني والتحالف، کما انهم أثروا على الأجواء بين أمريكا وفرنسا والكيان الصهيوني وجعلوها أقل كفاءة وتمكنوا من استهداف الأهداف الدقيقة في عمق الأراضي المحتلة التي كان يستخدمها الكيان الصهيوني”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم “إحباط” الهجوم الذي شنته إيران واعتراض “99 بالمئة” من الطائرات المسيرة والصواريخ التي تم إطلاقها.
في المقابل أكد رئيس الأركان الإيراني محمد باقري أن الهجوم الإيراني على إسرائيل الليلة الماضية أدى إلى تدمير موقعين عسكريين مهمين، وحذر تل أبيب من الرد على هجوم أمس.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم أن كلفة اعتراض الهجوم الإيراني تقترب من مليار دولار.
وبرز تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي طالب بتوجيه “ضربة ساحقة وفورية لإيران”، على خلفية هجومها.