كشف قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، كواليس لقاء جمع في 24 يوليو/ تموز 2017، القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، والرئيس السابق حسن روحاني، حذر خلاله الأول من أن النظام والمرشد “خط أحمر”.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة “كيهان” الإيرانية مع أمير علي حاج زاده، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، نشرتها اليوم الأربعاء.
وقال علي حاج زاده إن اللقاء عقد على خلفية تصريحات اعتاد أن يطلقها روحاني في تلك الفترة لـ “تشويه الحرس الثوري”، و”مهاجمة الموالين للنظام كل يوم”.
وفي ذلك الوقت، كان روحاني يتأهب لحفل تنصيبه رئيسا للبلاد لولاية ثانية، ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل الاجتماع رغم مرور نحو 5 سنوات.
وجمع اللقاء روحاني بقادة رفيعي المستوى في الحرس الثوري، بمن فيهم محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري وقتها، وقاسم سليماني الذي اغتيل في غارة أمريكية استهدفت سيارة كانت تقله هو ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس قرب مطار بغداد في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
وكان روحاني قد احتج قبل اللقاء بنحو شهر على تدخل الحرس الثوري في الشؤون الاقتصادية للبلاد قائلا: “الحكومة التي تمتلك السلاح تسلمت اقتصاد البلد من الحكومة التي ليس لديها سلاح، ولا أحد يجرؤ على منافستها”.
وبحسب حاجي زاده، توجه سليماني خلال الاجتماع إلى روحاني قائلا: “سيد روحاني! هل تريد أن تتبع طريق أحمدي نجاد؟ هل تريد أن تكون مثله؟… لماذا تجلد نفسك؟ لماذا تهاجمنا كل يوم؟”، وذلك في إشارة إلى خلاف الرئيس الأسبق نجاد وروحاني مع سليماني بشأن التدخل في المنطقة.
وخلال الاجتماع، أبلغ سليماني روحاني أن “النظام والمرشد خط أحمر بالنسبة للحرس الثوري، وأنهم لا يستطيعون الصمت أمام التشويه الذي يمارسه دائما”.
وتابع القائد في الحرس الثوري، وهو أحد المتهمين الرئيسيين في تدمير الطائرة الأوكرانية، التي تم إسقاطها “بالخطأ” في يناير 2020، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، إن قادة الحرس أبلغوا روحاني خلال الاجتماع بأنه “لا ينبغي للمرء أن يجلد ذاته، لدينا القوة والفرصة، ونريد مساعدة حكومتك… المرء لا يضعف قواته؛ ما هذا الكلام الذي تتفوه به! نحن لا نستطيع تحمل هذه الأقوال!”.
وكشف عن خلافات كبيرة سادت بين قاسم سليماني من جهة وحكومة روحاني بسبب تدخل الحرس الثوري في دول أخرى والدعم المالي والعسكري للقوات التي تعمل بالوكالة عن النظام الإيراني في المنطقة.
وأضاف حاجي زاده: “قال كثير من الناس نتيجة الدعاية المسمومة، لماذا أخذ (قاسم سليماني) أموالنا إلى الخارج؟” لماذا يدعم ديكتاتورًا؟ لماذا نذهب إلى سوريا؟ هل نسينا شعار لا غزة ولا لبنان؟”.
وكشف عن الصعوبات التي واجهات الحرس الثوري في تبرير تدخل فيلق القدس مع إعادة جثامين قتلاه الأوائل في العراق وسوريا قائلا: “لم نكن نعرف إطلاقا تحت أي عنوان سنحضر شهداء الحرب العراقية السورية الأوائل ودفنهم، نقول أنهم تعرضوا لحادث في كردستان؟ ماذا حدث؟ من أين أتوا؟ في حين كنا نحمل نعوش شهداء الحرب (الإيرانية- العراقية) بفخر ونشيعهم”.