قصور الثقافة تصدر “جدل الأمكنة وصراع الهُويَّات” لـ محمود ذك


07:07 م


الجمعة 06 سبتمبر 2024

أ ش أ

صدرت مؤخرا دراسة نقدية بعنوان “جدل الأمكنة وصراع الهُويَّات” دراسة في رواية “الحب في المنفى” لبهاء طاهر، للناقد الدكتور محمود ذكري، وذلك ضمن أعمال الفائزين بالمسابقة الأدبية المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة.

وجاءت الدراسة في 200 صفحة من القطع المتوسط، مقسمة على 6 فصول، الفصل الأول بعنوان “الشرق والغرب: صياغة جديدة لثنائية قديمة”، الفصل الثاني “تماهيات المؤلف والراوي: امتزاج الفكري بالسردي”.

أما الثالث فجاء بعنوان “الحب والمنفى: تأويلات ثقافية وسياسية، الرابع “جدل الهُويَّات الفردية وخفوت الصراع”، الخامس “ثقافة الهيمنة الغربية واحتدام الصراع”، السادس “بزوغ العولمة وأزمة الهُوية القومية”، وخاتمة عنوانها “نحو أفق أرحب للهُوية الحضارية”.

وفي مقدمة الدراسة يقول “ذكري”: إننا نستطيع أن نفهم عمق وحدة الإحساس بالاغتراب أو الاقتلاع أو تصدع الهُوية عن طريق عمل روائي يطرح هذه المشاعر أكثر من عمل علمي يدرسها دراسة رصينة، وهذا بالضرورة ليس غضا من أهمية الدرس العلمي أو العلوم الاجتماعية ولا ادعاء بوجود منافسة مزعومة بين الأداء العلمي والفني؛ بقدر ما هو تأكيد للأدوار المحورية التي يمكن لفنون السرد أن تنهض بها في المنعطفات الاجتماعية والتاريخية والحضارية.

ويضيف: الدراسة الراهنة تعد مسعى محدودا في هذا المضمار؛ والمحدودية ناشئة عن اختيار عمل واحد للكتابة عنه من عدة جوانب منبثقة عن المكان الروائي كظاهرة ثقافية جمالية قابلة للمعالجة في ضوء الدرس النقدي الثقافي ورغم (أحادية) مصدر الدراسة؛ فقد كانت رواية (الحب في المنفى) لبهاء طاهر مبعثا لإثارة أحاديث ذات شجون عن المكان بوصفه إطارا للهُوية، فضلا عن بعض تجلياته السياسية والحضارية الراهنة.

ويرجع الناقد اختيار الرواية للدراسة لعدة أسباب من بينها: أولا: كون الرواية مادة بحثية نموذجية لإجراء الدرس النقدي المسلح بالمفاهيم النظرية عن المكان والهُوية، ثانيا: تجربة الاغتراب الطويلة التي ذاقها مؤلف الرواية قبل نشرها.

ثالثا: أن الرواية نجحت -من غير إسراف في التأويل النقدي ولا انطاقها بما يستبعد أن تقول- في إثارة عدة قضايا محورية تندرج تحت مظلة المكان كمادة سردية ثقافية، رابعا: أمر خاص بطبيعة المؤلف، وهو أنه لم يكتف بمواجهة القراء كروائي أو كقاص فحسب، يقدم رؤاه ويطرح أفكاره من وراء شخصياته، ولكنه مثقف مشتبك مع الشأن العام، وليس منعزلا ولا معتزلا للحياة العامة.