قالت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، إنه “في حال تنازل الاسرائيليون عن إصرارهم على الاستمرار في الحرب (بغزة)، يمكن الوصول إلى اتفاق (بشأن هدنة غزة) خلال أيام”.
جاء ذلك خلال مؤتمر خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية لمتحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، وفق ما نقلته الوزارة عبر حسابها بمنصة “إكس”.
وقال الأنصاري: “ابتداء من الاعتداء على الأرض وعلى قدرة الأرض على إنتاج الحياة، وانتهاءً بالاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى، هذه الاعتداءات المستمرة تدل على عدم جدية الطرف الاسرائيلي في الوصول إلى حالة من السلام”.
وأضاف: “في حال تغير الموقف الاسرائيلي، وتنازل الاسرائيليون عن إصرارهم على الاستمرار في الحرب، يمكن الوصول إلى اتفاق خلال أيام”.
وأوضح أن “قطر ستستمر في جهودها من أجل التوصل لاتفاق يفضي لإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، طالما كانت هناك فرصة لتحقيق هذا الهدف”، وفق بيان للخارجية القطرية.
وقال الأنصاري: “منذ اليوم الأول لم يتوقف المفاوضون القطريون عن العمل لفتح وطرق جميع الأبواب التي يمكن من خلالها أن نحقق الوصول إلى اتفاق”.
وتحدث عن “حاجة لتقييم مدى جدية الأطراف المعنية في الوصول لاتفاق ينهي الحرب، وأن ذلك كان المحرك الأساسي لدولة قطر لتقييم وساطتها”.
وأشار إلى أن “الوساطة مستمرة، لكن دولة قطر لن تقبل أبدا أن تساء وساطتها أو يتم استغلالها وموقفها من أي جهة كانت ولأي أغراض سياسية أو انتخابية داخلية وغيرها”.
وأضاف أن بلاده “اختارت هذا الطريق بإخلاص، وأظهرت التزامها وستستمر في دورها كوسيط والعمل على تضييق الفجوة بين طرفي التفاوض حتى التوصل إلى السلام”.
حالة جمود
وبشأن مستجدات مفاوضات الهدنة التي تعثرت بالقاهرة نحو قبل أسبوع، قال متحدث الخارجية القطرية:” الآن هناك جمود، ومن الواضح لدينا أنه لا توجد خارطة طريق نحو نهاية لهذه الحرب لدى الجانب الإسرائيلي”.
ولفت إلى “الأهداف الموضوعة على الأرض غير واقعية، وبالتالي لا بد من أن يكون هناك اتجاه مختلف حتى نصل لنتيجة مختلفة”.
وأوضح أن “هناك طرف يريد نهاية لهذه الحرب عبر صفقة تؤدي إلى هدنة، وطرف آخر يريد وقفا مؤقتا للقتال ثم العودة للحرب بعد تبادل الأسرى والرهائن، وهذان موقفان لا يمكن وضعهما في سلة واحدة لأنهما متباينان بالكامل”.
وتابع:” الوصول إلى حل يمكن للطرفين القبول به ليس سهلا في ظل هذا التباين، ويجب على المجتمع الدولي أن يضغط على أطراف الأزمة لأجل الوصول إلى توافق يفضي إلى تهدئة تؤدي إلى نهاية لهذه الحرب”.
وأوضح أنه “لا بد من الوصول لحالة وسطى يكون فيها تبادل للأسرى والرهائن، كنتيجة طبيعية لنهاية الحرب”.
معاناة إنسانية
ودعا متحدث الخارجية القطرية إلى “ضرورة عدم التعامل مع الحالة الفلسطينية بالتقسيم الجغرافي الذي يريده الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكد أن “الشعب الفلسطيني واحد في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كما أن المعاناة واحدة لكليهما”.
وقال الأنصاري إن “الأشقاء الفلسطينيين في القطاع لم تصلهم أي مساعدات منذ 9 مايو/ أيار الجاري، ما يدل على الإمعان في تكريس الكارثة الإنسانية في القطاع”.
وخلال شهر مايو الحالي، صعد الجيش الإسرائيلي حربه على غزة، بما شمل إطلاق عملية عسكرية في رفح، قبل نحو أسبوع.
جاء ذلك رغم إعلان حماس، في 6 مايو، قبولها بالمقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعى أن موقف الحركة يهدف إلى “نسف دخول قواتنا إلى رفح”، و”بعيد كل البعد عن متطلبات” تل أبيب الضرورية.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.