وأطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) أمس، وثيقة المبادئ التوجيهية للتصدي لعمليات التزييف العميق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للإسهام في رفع الوعي وإيضاح الأسلوب الأمثل للاستفادة من هذه التقنيات الواعدة، والتعريف بطرق الاستخدام المسؤول.
وقال رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الربدي الربدي، خلال الجلسة، إن سدايا وفي خطوة مهمة، قدمت 2022، وثيقة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية، واليوم تعلن عن وثيقة المبادئ التوجيهية الجديدة حول التزييف العميق التي أصبحت الآن متاحة لمرئيات العموم، وأن الهدف من هذه المبادئ الاستفادة من مزايا تقنيات التزييف العميق الإيجابية والحد من مخاطرها، داعيًا جميع الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة إلى مراجعة هذه الوثيقة وتقديم مرئياتهم بشأنها، والإسهام في تحسين هذه الوثيقة، بهدف ضمان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي مع حماية المجتمع من المخاطر المحتملة، موضحا أن الوثيقة تهدف إلى تمكين أصحاب المصلحة من تسخير الإمكانات الإيجابية للتزييف العميق مع تحديد مخاطرها، ووضع تنظيمات تدعم الاستخدام المسؤول للاستفادة من هذه التطبيقات.
فيما أكد المشاركون في جلسات القمة، أهمية وضع أطر وسياسات واضحة لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، خصوصاً في ما يتعلق بالعدالة واستمرارية الأعمال بشفافية تامّة، لتحقيق تقدم المجتمعات واستدامة الأعمال ونمائها.
جاء ذلك في «لقاء الطاولة المستديرة حول الحوكمة: تمثيل أصحاب المصلحة وديناميكيات اتخاذ القرار»، بمشاركة كل من رئيس منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، هواوي كلاود آلان تشي، ونائب الرئيس في أبحاث آي بي إم بريا ناجبوركار، ونائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية الدولية، سيسكو سيستمز باستورا فاليرو، ومسؤول برنامج الذكاء الاصطناعي والروبوتات، الاتحاد الدولي للاتصالات قليم مارتينيز رورا.
وشدّد المشاركون، على أن دول العالم بحاجة إلى بنى تحتية متقدمة لضمان وصول خدمات الاتصالات والذكاء الاصطناعي إليها، عادّين حوكمة الذكاء الاصطناعي أساساً لتحقيق توازن بين المخاطر والتقنية.
وتناولوا أهمية تعزيز الفهم المجتمعي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ووضع سياسات واضحة تعزز من شفافية واستدامة الأعمال في هذا المجال.
وشهدت القمة عدداً من الجلسات وورش العمل ومجموعة من الإطلاقات، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تبرمها الجهات الحكومية مع نظيراتها وكبرى شركات التقنية في العالم والقطاع الخاص من أجل تحقيق الاستفادة المثلى من تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات العمل المختلفة وذلك بما يعود بالنفع على رفع مستوى أداء هذه الجهات وتحقيق الجودة في الخدمات التي يستفيد منها المواطن والمقيم في المملكة.
وأكّد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في سدايا الدكتور ياسر العنيزان، أن الذكاء الاصطناعي أداة مصممة لخدمة البشرية ولن يسلب الوظائف بل يسهل إجراءاتها، مشدداً على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول مع مراعاة المخاطر المحتملة التي ينطوي عليها.
جاء ذلك في الجلسة الحوارية التي تحدث فيها بعنوان (تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية: من الفكرة إلى التنفيذ).
وعرّج الدكتور ياسر، في حديثه، على الفرق بين ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي، مبيناً أن الكثير من الناس يخلطون بين ذكاء الأعمال والذكاء الاصطناعي في حين يركز ذكاء الأعمال على جمع البيانات وتحليلها لاتخاذ القرارات البشرية، ويشارك الذكاء الاصطناعي في كل خطوة بدءاً من إنشاء البيانات إلى تطوير النموذج والحكم النهائي.
مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم إسهامات كبيرة في مجالات عدة مثل: العدالة، والتعليم، والرعاية الصحية، وإمكانية الوصول، والحفاظ على الثقافة، كما يمكنه تحقيق جودة الحياة للناس.
واستعرض العنيزان، بعض التطبيقات العملية الناجحة وفي مقدمتها «نموذج علام» الذي عملت عليه «سدايا» وقال: إننا نواصل تطوير هذا النموذج ونعدكم بأننا سنصل لنتائج مبهرة، والذكاء الاصطناعي والنمذجة والخوارزميات المستخدمة لتشغيل أي نموذج ذكاء اصطناعي قصيرة للغاية مهما بلغ حجمه وتكلفته، لكن لتكون هذه الخوازرميات فاعلة علينا تضمينها في أنظمة أضخم.