تشهد العاصمة السعودية (الرياض) غداً قمةً نادرةً دعت إليها المملكة العربية السعودية، تجمع الدول العربية والإسلامية؛ للتشاور بشأن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بلا انقطاع في قطاع غزة، ولبنان؛ وهي فظائع أودت بحياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمسنين. ويبدو جليّاً لكل مَن أمعن النظر أن ما يحدث في غزة ولبنان إنما هو إبادة جماعية، ومحاولة آثمة لتهجير الفلسطينيين واللبنانيين من وطنيهما، اللذين هما جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، والعالم الإسلامي. ولا شك في أن تصدّي السعودية لهذا الجهد الجبار مبرر؛ بل هو ما يرجى من دولة بحجمها، ونفوذها، وشبكات علاقاتها. ولا شك في أن العالم بأسره سيتلقى رسالة قمة الرياض بمنتهى الوضوح: لا أمل في استتباب السلام، والانكباب على التنمية، والتبادل ما لم يتم وقف آلة الشر الإسرائيلية، المستعدة لزعزعة الشرق الأوسط كله، من دون أدنى قدر من الاحترام لمصلحة المنطقة والعالم في سلام عادل، ودائم، ومُنصف. وهو، من دون شك، من جنس الجهود التي ظلت السعودية تبذلها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لحل مشكلة فلسطين؛ التي هي مشكلة كل عربي، وكل مسلم، في جميع أركان الأرض. وقد أدت تلك الجهود إلى بلورة مبادرة السلام العربية التي أقرها العرب، ووافقت عليها إسرائيل قبل استئثار بنيامين نتنياهو بالسياسة والحرب في إسرائيل. ومن أجل ذلك أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان موقفه الثابت من أن للسلام استحقاقات وشروطاً. وتطور ذلك الموقف إلى رهن الموافقة على التطبيع مع إسرائيل بإعلانها موافقتها على السماح بقيام دولة فلسطينية في الأراضي العربية التي تم احتلالها في عام 1967. وهو موقف شجاع ونبيل، حتى الولايات المتحدة تُقدّره وتحترمه.
إن قمة الرياض العربية الإسلامية مطالبة بإجماع على موقف موحّد مماثل، إلى جانب ما قد تسفر عنه نقاشات القمة من أدوات يمكن استخدامها لتحقيق شروط التسوية التي تطرحها مبادرة السلام العربية (وهي مقترح سعودي أصلاً)، والاشتراطات التي أعلنها ولي العهد السعودي.
هل لديك سؤال؟
تابعنا على السوشيال ميديا او اتصل بنا وسوف نرد على تساؤلاتك في اقرب وقت ممكن.