وقال الخبير الإستراتيجي في الشؤون السياسية والعسكرية اللواء سمير فرج: إن القمة الخليجية العربية الأمريكية في جدة تعد ركيزة أساسية ومفتاح استقرار لدول المنطقة العربية، لأهمية الدور البالغ الذي تقوم به المملكة تجاه دول المنطقة، مؤكداً أن من أهم مخرجات القمة مواجهة الإرهاب، وهي أزمة كبرى تواجهها دول المنطقة، نتيجة زيادة أعمال الإرهاب والتطرف، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون الدولي والإقليمي الرامي إلى مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وقمعه بصورة فعالة، وهو أمر ركزت عليه القمة لخطر تلك الفئة الضالة إقليميا ودولياً، مع تطوير قدراته داخل وخارج دول المنطقة.
وأضاف فرج لـ«»، أن التحالف العربي الأمريكي لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي على رأسها «الإخوان» و«داعش» أصبح مطلباً عالمياً، مشيراً إلى أن خطر الإرهاب والتطرف تحدٍ يومي يستهدف استقرار دولنا، ويهدد النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي يجب أن يكون هناك تعاون فعلي بين الدول العربية ودول العالم الكبرى لمكافحة الإرهاب، حاثا الدول العربية، ومن بينها مصر، على تقديم عروض عن تجاربها الوطنية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، لإبراز الممارسات الناجحة، والصعوبات والتحديات التي تواجهها بشأن التصدي للإرهاب والتنظيمات الإرهابية.
من جانبه، أوضح الخبير الأمني في مكافحة الإرهاب الدولي اللواء رضا يعقوب لـ«»، أن إرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة، ومواجهة الإرهاب والتطرف كانت حاضرة بقوة في قمة جدة، إذ إن الإرهاب والتطرف باتا يشكلان تهديداً عالمياً عابراً للحدود، من خلال بث سمومهما وأفكارهما الضالة في عقول النشء والشباب، وهو ما تسبب في حدوث نتائج كارثية بعدد من الدول العربية خلال السنوات الماضية خلال ما عرف بـ«الربيع العربي»، واستيقظت بعضها مبكراً كما حدث في مصر، وبالتالي أصبحت مواجهة الإرهاب عربياً ودولياً أمراً مهماً، وهو أمر ركز عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته، لافتاً إلى أن الدول العربية تعد أكثر حرصاً على مواجهة التطرف والإرهاب كونها هي من تدفع «فاتورته» وتعمل على إلحاق الهزيمة النهائية به، وبالتالي القمة وضعت خارطة طريق ليست عربية فقط، ولكن بالتعاون مع أمريكا في مواجهة عناصر الإرهاب عالمياً.
وذهب يعقوب إلى أن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية يجب أن تعطي درساً لدول المنطقة في ضرورة تنويع مصادر الدخل، والتعاون فيما بينها في إطار البيت العربي، ومحاولة الإبقاء على مسافة متساوية من الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، والصين وروسيا من الجهة الأخرى، حتى تستفيد من كل الفرص المتاحة لها.