عقد وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، اجتماعا سريا مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى، بحسب ما كشفت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، “في إطار الجهود المشتركة لتهدئة الأوضاع الميدانية قبل شهر رمضان” ومنع تصعيد أمني محتمل في الضفة الغربية.
وشارك في الاجتماع الذي عقد في تل أبيب كل من رئيس الشاباك، رونين بار، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، ومنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، غسان عليان. وأفادت القناة بأن “اللقاء تمحور حول الرغبة في منع اشتعال الضفة الغربية، في إطار الجهود المشتركة للتهدئة الميدانية قبل شهر رمضان”.
وأشار التقرير إلى أن عدم الإعلان عن الاجتماع الذي عقد في تل أبيب، يأتي على خلفية “الهجوم المتواصل الذي يشنه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على السلطة الفلسطينية”، رغم ذلك، شدد التقرير على أن “الاجتماع لم يتناول مسألة ‘اليوم التالي‘ (للحرب على غزة)، إذ لا ترى إسرائيل أن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي ستكون جزءا منه”.
وأفاد التقرير بأن الشيخ طلب من الوفد الأمني الإسرائيلي، العمل على “السماح بإدخال العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى إسرائيل لتخفيف من حدة الصعوبات الاقتصادية في الضفة”.
وبحسب القناة 12، فإن المسؤولين الإسرائيليين أخبروا الشيخ أن حكومة الاحتلال تدرس إمكانية السماح بدخول عمال فلسطينيين للعمل في إسرائيل، وأطلعوه على مخطط تجريبي تعده إسرائيل وسيتم بموجبه السماح بدخول “عمال فلسطينيين تبلغ أعمارهم 45 عامًا فما فوق بعد إخضاعهم إلى تحقيقات أمنية ومن الحاصلين في السابق على تصاريح”.
ويتخوف جهاز الأمن الإسرائيلي من تصعيد التوتر الأمني في الضفة الغربية، بحلول شهر رمضان القريب في ظل استمرار الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الإثنين الماضي، وأشارت إلى مداولات في جهاز الأمن حول حول العامل الفلسطينيين وتحديد عدد المصلين من الضفة في المسجد الأقصى.
ويعتبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن السماح بعودة حوالي 100 ألف عامل فلسطيني إلى العمل في إسرائيل وتخفيف الإجراءات الأمنية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية للصلاة في المسجد الأقصى خلال رمضان، من شأنه أن يمنع تصعيدا واسعا في الضفة خلال الفترة المقبلة.
وأوقفت إسرائيل دخول العمال الفلسطينيين وتوجه المصلين من الضفة إلى المسجد الأقصى منذ بداية الحرب على غزة، بموجب قرار الكابينيت السياسي – الأمني، باستثناء عدة آلاف من العمال الذين يعملون في المستوطنات، فيما يعارض الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ووزراء من حزب الليكود، استئناف السماح بدخول العمال.
وسيناقش الكابينيت السياسي – الأمني إمكانية دخول آلاف الفلسطينيين من الضفة إلى إسرائيل خلال عيد الفطر، للتنزه وخاصة في مدينتي يافا وعكا، وهو ما يصفه جهاز الأمن بـ”تسهيلات”.
وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن “حماس تحاول منذ بداية الحرب استدراج الفلسطينيين” في الضفة الغربية والقدس الشرقية والمجتمع العربي “إلى العنف والإرهاب، ولم تنجح بذلك حتى الآن. وشهر رمضان، كمناسبة موحدة وهامة لجميع المسلمين، قد يشكل فرصة أولى وحقيقية بالنسبة لحماس للنجاح في ذلك إذا لم نتصرف بصورة مهنية وحكيمة”.