شكل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، “فريقا سريا” لبحث ما يسمى بالخطاب الإسرائيلي بـ”اليوم التالي” للحرب على قطاع غزة، يضم سياسيين ودبلوماسيين وجهات أمنية، لوضع تصورات حول مسألة السيطرة على قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، والجوانب المتعلقة بجبهة المواجهة مع حزب الله في “القطاع الشمالي”.
ووفقا للقناة 13 الإسرائيلية، فإن الفريق السري الذي شكله نتنياهو بقيادة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بالإضافة إلى عسكريين وعناصر من الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وذلك في ظل الضغط الأميركي على إسرائيل لوضع تصور لليوم “التالي” للحرب.
وأشار التقرير إلى أن “سفير إسرائيل لدى واشنطن، مايك هرتسوغ، يشارك بانتظام في مداولات الفريق الخاص عبر خط آمن”، موضحة أن الفريق اجتمع بالفعل أربع مرات في الأسابيع القليلة الماضية، ولفتت إلى “توقعات بعقد جلسة لإجراء مناقشات موسعة بهذا الشأن خلال الأسبوع الجاري”.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع (لم تسمه)، قوله إن “إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية بتشكيل هذا الفريق الخاص؛ بالنسبة لإدارة بايدن، من المهم أن تقدم تل أبيب خطة لليوم التالي”، مشيرا إلى أن سيتم عرض التصورات التي سيضعها الفريق الخاص، على مجلس الوزراء للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة منذ 65 يوما، بدأ دبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط ومناطق أخرى بتقييم خيارات “ماذا بعد” بحال تمكن الاحتلال الإسرائيلي من إطاحة حركة حماس التي تدير القطاع، فيما شرعت واشنطن بالأيام الأولى للحرب بحث تل أبيب على التفكير في اليوم الذي يلي الحرب على غزة.
ومن ضمن التصورات التي يتم طرحها خيارات مثل نشر قوات متعددة الجنسيات بعد انتهاء الحرب وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة “سلطة فلسطينية متجددة” على حد تعبير واشنطن، ومنح دور مؤقت لملء الفراغ في الأمن والإدارة لدول جوار عربية وإشراف مؤقت من الأمم المتحدة على القطاع.
وفي حين تؤكد المصادر أن هذه العملية بأنها لا تزال في “طور طرح الأفكار” أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أنه سيصر على سيطرة أمنية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بعد الحرب، وفقا لنموذج الضفة الغربية، بمعني أن تكون لجيش الاحتلال الحرية العملياتية لتنفيذ هجمات جوية وبرية في قطاع غزة.
وخلال المداولات التي عقدها الفريق الخاص الذي شكله نتنياهو، قال ديرمر، المقرب من نتنياهو، “يجب أن يكون هناك تغيير جذري في السلطة الفلسطينية ونظامها التعليمي؛ بدون هذه التغييرات الثقافية ستجد إسرائيل نفسها في مواجهة سكان معاديين”.
بدوره، قال “منسق عمليات الحكومة في المناطق” الفلسطينية، غسان عليان، الذي يشارك في مداولات “اليوم التالي” لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها سلطات الاحتلال على غزة، إن “الجهود الإنسانية في القطاع يجب أن تستمر، ويجب مناقشة كافة القضايا المتعلقة بالنظام الفلسطيني في وقت لاحق”.
من جانبه، قال رئيس شعبة الشؤون الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، إليعازر توليدانو، “ستكون هناك فجوة زمنية كبيرة بين هزيمة حماس والقمع الكامل لجيوب المقاومة، وخلال هذه الفترة سيكون من الصعب إعادة إعمار القطاع من الناحية الثقافية لأن العمليات العسكرية ستستمر على نطاق واسع”.
وفد أميركي يصل للقاء مسؤولين إسرائيليين وعباس ومناقشة “اليوم التالي” للحرب على غزة
على صلة
وفد أميركي يصل للقاء مسؤولين إسرائيليين وعباس ومناقشة “اليوم التالي” للحرب على غزة
في حين قال هنغبي: “هناك احتمال كبير أننا سنحتاج إلى تعاون السعودية والإمارات في بناء البنية التحتية وفي تعاونهما لمنع حرب مستقبلية”؛ علما بأن واشنطن تحاول دفع الدول العربية وحلفاءها في المنطقة ،بما في ذلك الرياض وأبو ظبي والقاهرة، إلى التسليم بهزيمة حركة حماس، والمشاركة في المخططات المستقبلية لمصير القطاع.
وكان موقع “واللا” الإسرائيلي قد أفاد بأن تل أبيب باتت تبدي تجاوبا أكبر من السابق مع مطالب الإدارة الأميركية، التي تحثها على التباحث في خطة اليوم التالي لحرب غزة، وأشار إلى ضغوط مارسها وزير الخارجية الأميركي على إسرائيل، لكي تبدأ العمل على وضع خطة لليوم التالي للحرب والتفكير كيف تريد أن ترى إدارة قطاع غزة.
وتسعى واشنطن للحيلولة دون وجود فراغ سلطوي وأمني في غزة بعد انتهاء الحرب، “ما قد يمكّن حركة حماس من الصعود مجددًا”، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن تل أبيب وواشنطن أجرتا بالفعل عدة جولات من المحادثات حول قضية اليوم التالي لحرب غزة في الأسابيع الأخيرة