شدد القيادي في حركة حماس مشير المصري، على أن المقاومة تملك أوراقا قوية ومطمئنة، وهي تدير ملف مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال للتوصل إلى صفقة بحكمة، وسيرضخ الاحتلال في النهاية، ومن صنع صفقة وفاء أحرار أولى سيصنع أختها.
ونوه في تصريح صحفي، الى أن كل محاولات التضييق من الاحتلال للتوصل إلى نتيجة وبصيص أمل في ما يتعلق بالأسرى لدينا دون ثمن؛ الاحتلال مخطئ وعليه أن يقرأ التجربة في وفاء الأحرار 1.
وبين أن أسرى الاحتلال لن يكون مقابلهم إلا أسرى، ولن نتخلى عن ملف التبادل عبر أن نقايض في ملف آخر، والسبيل الوحيد لتحرير الأسرى أصحاب المحكوميات العالية هو صفقة أسرى، وما نملكه كفيل بتحريرهم، فتحريرهم أمانة في أعناقنا.
وفيما يخص التهدئة، أشار المصري الى أنه لغاية اليوم، ليس هناك أي حديث عن تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، موضحا أنه موضوع يحتاج إلى مشاورات وطنية واسعة وقرار وحدوي، وإن سياسة الاحتلال التي ينتهجها من خلال التسويف والمماطلة على الفلسطينيين تدفع الأمور نحو الانفجار.
ولفت الى أن “الاحتلال ما زال يمارس سياسة الاستفزاز لمشاعر المسلمين من خلال الاقتحامات المستمرة لباحات المسجد والتهويد الممنهج والتوسع الاستيطاني في مدينة القدس، ونحن لا يمكن أن نسمح بالاستفراد في أهلنا في القدس والضفة، وفي وقطاع غزة حيث تمارس سياسة التضييق والحصار”.
وقال المصري إن “الضغط لهذه اللحظة على الاحتلال دون المأمول، على الرغم من مضي شهور طويلة دون الشروع بالإعمار، والاحتلال يسوف كثيرا، في محاولة منه لتفريغ مضمون الانتصار الذي حققته المقاومة في سيف القدس، وطالبنا بضرورة أن يتحمل الوسطاء مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بذلك، فضلا عن تنفيذ الوعود المتعلقة بقطاع غزة فيما يتعلق بالحركة من وإلى مصر عبر معبر رفح”.
وذكر أن “اللقاء الذي عقد مع المصريين كان إيجابيا من حيث الوعود ولكنها لم تترجم على أرض الواقع وهو ما أكدت عليه الفصائل بضرورة أن يقوم الدور المصري بتخفيف حدة الحصار وتنفيذ هه الوعود، وكان هناك ضرورة للتهديد من قبل المقاومة على قاعدة إن عدتم عدنا، وإن مورس الحصار على شعبنا، فإن المقاومة ستعود”.
وفي ما يخص موضوع الإعمار، أكد المصري، أنهم “ماضون في موضوع الإعمار، وهناك شيء يترجم على أرض الواقع، وما استفز المقاومة وشعبنا هو عملية التباطؤ من حيث إدخال مواد الإعمار وما يتعلق بالاستحقاقات التي استعدت لها بعض الدول المانحة في ما يتعلق بهذه المسألة، ولكن عجلة الإعمار رغم ذلك تسير، وأي تلكؤ في الموضوع سيضر بحالة الآمن المستقر في المنطقة”.
وشدد على أن أي اعتداء على الفلسطينيين أو الأرض أو الممتلكات سواء في الضفة والقدس المحتلتين أو الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، فإن ردود المقاومة لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل تطال يدها كل مكان، وهي قادرة على وضع كل كيان الاحتلال تحت مرمى الصواريخ، والمقاومة سيف ودرع للشعب الفلسطيني ومقدساته في كل مكان، وأي عدوان كفيل بدفع الأمور نحو الانفجار. ودعا المصري، المقدسيين إلى استمرار حالة الثورة وتنوع أدوات المقاومة لتبقى لحمة الثورة مشتعلة في كل مكان.
وبشأن العلاقات الداخلية بين حماس والفصائل الأخرى، قال: العلاقات الداخلية تشهد حالة من الركود بين حماس وفتح وبين فتح وباقي الفصائل، خاصة بعد إلغاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات العامة.
ووفق المصري، فإن فتح تمر بحالة عزلة وبعد عن المجموع الوطني من خلال إصرارها على محاولة تفصيل المشهد الفلسطيني على مقاسها الخاص.
وأشار، إلى أن حركته، “وجهت رؤية للأخوة مصر للتأكيد على أن يدها ممدودة للمصالحة وأننا نتطلع إليها على أنها مقوم أساسي من مقومات مشروع التحرير، لأن إبقاء حالة الانقسام مصلحة صهيونية ومصلحة لبعض الأطراف التي تسعى لإفشال المصالحة كلما اقتربنا إليها”.
وأضاف: رؤيتنا التي أرسلناها للمصريين هي ترجمة للحوارات التي خلصنا إليها، وهي عبارة عن رؤية وطنية جامعة ووحدوية أكدت على “ضرورة البدء بالبوابة الأوسع وإعادة بناء منظمة التحرير باعتبارها المدخل الأسلم، بعد تجربة كل المداخل الأخرى بما في ذلك الانتخابات المجتزأة ومحاولة معالجة الأزمات مسبقا، والمطلوب هو تشكيل القيادة التي يمكن من خلالها فكفكة كل أزمات الشعب الفلسطيني بما فيها الانتخابات”.