حذر القيادي في حركة حماس محمود مرداوي من مغبة تمادي الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك حرمات المسجد الأقصى المبارك، مبيناً أن المشهد الراهن في ظل توجه الاحتلال لحكومة يمينية متطرفة ينطوي على “حقائق ستفجر المشهد كله، ولن يقتصر على الفلسطينيين”، مشدداً في الوقت ذاته على استعداد حركة حماس لمواجهة التحديات الراهنة، مشيراً لإعلان رئيس الحركة التوجه لزيادة غلة الجنود الأسرى لإجبار الاحتلال على الخضوع لمطالب تحرير الأسرى.
وقال مرداوي خلال مشاركته في صالون صحفي إلكتروني نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء 21 ديسمبر 2022: ” الاحتلال اغتاظ من مهرجان انطلاقة حركة حماس ومن قدرتها على تطوير عملها”، مضيفاً أن حماس وكل حركات المقاومة تلقى التأييد وتطور من عملها وتستقي العبر وتقوم بالقراءة وتتعلم من أخطائها وتصحح مسارها، وهذا ما يخشاه العدو، ويعلم أن ما سيواجه في قادم الأيام على كل الجبهات نظراً لأن حركة حماس إلى جانب كل الحركات الأخرى دون الانتقاص من حقها فيما تقدمه من جهد وجهاد ونضال في سبيل تحقيق الأهداف الفلسطينية العامة، فهي ترتقي وتتقدم وتصمم مسرح حتما سيكون شاملاً على صعيد المواجهة”.
وأضاف القيادي في حركة حماس أن الحركة أرسلت رسائل عدة خلال مهرجان انطلاقتها، وعكست قدر من التطور في أدائها بما يخدم منهجها ومشروعها المقاوم الذي يعتمد على حماية القدس والأقصى من التهويد وكذلك لجم الاحتلال خاصة بعد الحكومة اليمينية المتطرفة المرتقبة، مبيناً أن الاحتلال اغتاظ من حجم الالتفاف الجماهيري نظراً لأن الرسائل كانت واضحة سواء كلمة قائد الأركان وكلمة قائد الحركة وكل الفقرات التي شملها مهرجان الانطلاقة قياساً ومقارنة بمهرجانات سابقة.
وأوضح أن الاحتلال سيجد نفسه لأول مرة أمام تحدي أن كل قواته ومعداته لن تكون كافية، وبالتالي سيكثف من وسائل القتل والإنهاك والردع، ومضى يقول: “الاحتلال رأى في الانطلاقة خطر ورأى فيها إطلالة على عما ينتظره عام 2023 القادم، وهو يتوقع أن الضفة سيكون لها كلمة، وسيكون التحدي فيها صعب دون غياب باقي الجبهات عن المشهد والمسرح”، لافتاً إلى خطاب قيادات حركة حماس خلال الانطلاقة وما قبلها وما بعدها بأنها تتطلع لتكثيف الجهود وتنشيط كل الجبهات.
زيادة الغلة
وشدد على تحرير الأسرى كأولوية ضمن استراتيجية حركة حماس، مبيناً أن تعثر مفاوضات صفقة التبادل مع الاحتلال الإسرائيلي دفع الحركة للتلويح بطي الملف والذهاب لخيارات أخرى، وقال: ” إذا الاحتلال لا يريد أن يخضع لإرادة المقاومة، فالمقاومة ستبحث عن وسائل متعددة ومتنوعة، وأهم هذه الوسائل زيادة الغلة كما أعلن ذلك رئيس الحركة، ونحن لا نخشى الشهادة بل نطلبها، ولا نهاب تهديدات الاحتلال الذي ينادي بعض قادته بإعدام الأسرى”.
وبين أن الحركة توصلت من خلال الوسيط المصري إلى اتفاق إطار في زمن الحكومة السابقة وزمن حكومة تسيير الأعمال والحكومة التي سبقتها، مضيفاً أن الوفود الإسرائيلية تعطي موافقة مبدئية خلال المفاوضات وتذهب لتل أبيب وأحيانا لا تعود وأحيانا تتعذر بأن الظرف السياسي غير مواتي حتى لا تغلق القناة ولا تغضب الطرف المصري الذي يسعى بجد واجتهاد لإنجاز الصفقة، فهو يقدر أهمية ذلك”، مشيراً إلى مراوغة الاحتلال ومحاولته الاستفادة من التأجيل.
وفيما يتعلق بحكومة الاحتلال المقبلة، بينّ القيادي في حركة حماس أن السياسة الحالية والمستقبلية للاحتلال الإسرائيلي تعتبر القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وأن ذلك “عقيدة واستراتيجية متبناة من قبل الاحتلال”، مشيراً إلى جهود المقاومة لمواجهة الاحتلال ومشاريعه الرامية لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتابع قائلاً: “لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة، فهو الخيار الأوحد والأجدى”، مشيراً إلى انخراط بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في أعمال المقاومة، مشدداً على أهمية العمل السياسي والتوعوي والجماهيري إلى جانب العمل المقاوم لتحقيق حق العودة.
وتابع قوله: “الضفة على موعد مع مواجهة مع هذا العدو، وموضوع القدس يجمع الفلسطينيين، والفلسطيني مستعد أن يخوض معركة من أجلها، فمعركة سيف القدس الأكثر إجماعاً على صعيد الشعب الفلسطيني والأمة كذلك، فالشعوب مازالت على العهد، كما فاجأنا الداخل المحتل خلال مواجهة 2021 فاجأتنا الشعوب العربية”، مشيراً إلى توجهات حكومة الاحتلال المقبلة بقيادة بنيامين نتنياهو، منوهاً لتصريح بن غفير بأن “دولتنا من النيل إلى الفرات”، مبيناً أن ذلك جاء في ذروة الانتخابات الإسرائيلية قبل فترة وجيزة.
وأضاف القيادي مرداوي: “نحن أمام حقائق ستفجر المشهد كله، ولن يقتصر على الفلسطينيين، ولن يقتصر على العرب المجاورين، ولن يقتصر على الشعوب وسيطال الحكام”، وتابع أن غزة كانت في الحروب السابقة تخوض الحروب لوحدها، والشعب الفلسطيني يتضامن ويدعم، لكن عندما تفتح الجبهات ويكون الشعب الفلسطيني مستعد لخوض المعركة، ولا يوجد من يقف على الأطلال وينادي بخيار المفاوضات، فهذا الأمر انتهى، ونحن أمام وضوح في الصورة، والإعداد جيد لما هو قادم، وفي كل الأحوال هذا تحدي كبير على الجميع بمن فيهم حركة حماس لكننا نعد ونحفر ودائماً سنعطي أجوبة بما يخدم مستقبل الشعب الفلسطيني”.
وفي سياق آخر، أكد أن مونديال قطر أثبت أن الأمة العربية والإسلامية لم تطبع بل وكسرت قاعدة التطبيع من خلال احتضانها للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أهمية الالتفاف الجماهيري حول خيار المقاومة وهندسة المجتمع المدني لينخرط في إعادة الوعي للأمة العربية والإسلامية حتى تحرير فلسطين.