نفى كبار القادة في حركة حماس التقارير الإسرائيلية التي تقول إن كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة في غزة، تدهورت بشدة، خاصة بعد ادعاء جيش الاحتلال بأن 5 من قادة حماس المؤثرين قد استشهدوا، وفق ما صرحوا به لموقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2023.
في الأسبوع الماضي، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي صورة تحتوي على شروح وقال إنها اشتملت على أسماء ووجوه قادة حماس الذين استشهدوا مؤخراً، والذين قادوا الكتائب والألوية في شمال غزة خلال تصديها لتوغل قوات الاحتلال.
أكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على استشهاد 3 قادة من هؤلاء، من ضمنهم أحمد الغندور، قائد لواء الشمال. وادعت إسرائيل منذ بداية الحرب أن ما يصل إلى 5000 مقاتل من أصل 30 ألف مقاتل يشكلون قوام كتائب القسام، استُشهدوا في الشهرين الماضيين من القتال.
إجمالي خسائر حركة حماس أقل من 10%
لكن مصدراً فلسطينياً مقرباً من القيادة السياسية لحركة حماس في الخارج، اعتبر هذه الإحصاءات الإسرائيلية محض هراء، وأخبر موقع Middle East Eye بأن أعداد الخسائر في صفوف كتائب القسام كانت “قليلة للغاية”.
عندما ضُغط عليه من أجل ترجمة حديثه إلى أرقام، قال المصدر إن إجمالي الخسائر أقل من 10%، وأوضح: “القسام حركة عسكرية ذات بنية مركزية وحلقة تنظيمية فضفاضة. لم نسمع عن معاناة القوات المركزية من خسائر خطيرة، فيما عدا بعض القادة الذين كانوا خارج الأنفاق بسبب القتال”.
تأتي تعليقات المصدر بعد أيام من اعتقال القوات الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين المدنيين الذين كانوا يحتمون بالقرب من المدارس التي تديرها الأمم المتحدة في بيت لاهيا شمالي غزة. وادعى الاحتلال، دون تقديم أدلة، أن ما بين 10 و15% من الرجال المعتقلين ينتمون إلى حماس.
بينما حصل موقع Middle East Eye على أسماء وأعمار ووظائف العديد من هؤلاء المحتجزين. فبعضهم أكاديميون، وصحفيون، ومعلمون في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة، وطلاب مدارس، وعمال ياقات زرقاء، وموظفون لدى السلطة الفلسطينية.
حيث قال مراد أصلان، الأستاذ المساعد في جامعة حسن كاليونجو والمحلل لدى المؤسسة الفكرية المستقرة في أنقرة SETA، إنه بينما لم يتضح إذا ما كانت كتائب القسام عانت من خسائر كبيرة حتى الآن، فإن الاحتمالات كانت محشودة بقوة ضد المجموعة الفلسطينية.
كما أوضح: “لدى إسرائيل رفاهية حشد الدعم الأمريكي، وحشد مواردها الخاصة، واستخدام الوقت ليكون مضاعف القوة”.
أضاف: “استخدمت إسرائيل بنجاعة الأصول الجوية والمسيرات والنيران، وتفتقر حماس إلى الدفاعات الجوية لاعتراضها. في معركة أسلحة صغيرة، بكل تأكيد تستطيع حماس إلحاق خسائر، لا سيما في المعارك القريبة. لكن القتال قصير المدى ليس كافياً من أجل أن تحقق حماس نتيجة منتصرة. على الجانب الآخر، لدى إسرائيل ميزة القدرة على الانسحاب، وتمهيد الأرض، وشن عملية برية أخرى”.
كتائب القسام تخوض “حرب عصابات”
في حديثه مع موقع Middle East Eye، قال مصدر فلسطيني مقرب من حماس، قاتل مع المجموعة حتى عام 2021 عندما تعرض لإصابة، إن مقاتلي القسام كانوا يخوضون قتالاً حضرياً يُذكّر بالقتال من منزل إلى منزل في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004، في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
كما أوضح المصدر: “ما يحدث الآن في غزة هو من نوعية حرب العصابات. إن حشد قوة بالآلاف من أجل هذه الحرب هو أمر غير ضروري ومحفوف بالمخاطر. في العمليات الخاطفة، تكفي الفرق السريعة ذات الأعداد القليلة. هذه الفرق تكون صغيرة أيضاً من ناحية الأهداف وتقليل الخسائر”.