كاتبة بريطانية: “إسرائيل” تجعل نفسها ضحية حتى مع معرض فني لأطفال فلسطينيين

الضغط الذي مورس على مستشفى بلندن لإزالة عمل فني لأطفال غزة مع تهديده باتخاذ إجراءات قانونية ضده يوضح المدى الذي سيذهب إليه أصدقاء إسرائيل لتبرئة انتهاكاتها ومحو الأصوات الفلسطينية، وربما يكون حدثا صغيرا مقارنة بما يحدث في فلسطين.

وفي هذا السياق، كتبت غوين دانييل المعالجة النفسية والمدربة والكاتبة البريطانية في مقال نشر بموقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني أن هناك سيناريوهين متعارضين كما يبدو.

الأول: هو العنف المروع الذي يشنه المستوطنون الإسرائيليون -الذين يشغل ممثلوهم الآن مناصب رئيسية في الحكومة الإسرائيلية- على المواطنين الفلسطينيين ومنازلهم وبلداتهم وقراهم.

والآخر: هو حدث بعيد في جزء هادئ من لندن، حيث تمكنت جمعية خيرية بريطانية مؤيدة لإسرائيل بطريقة ما من الضغط على مستشفى تشلسي وستمنستر لإزالة معرض فني لأطفال فلسطينيين من قطاع غزة من أحد أروقته.

وقدمت مجموعة “محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل” “يو كيه إل إف آي” (UKLFI) شكوى إلى المستشفى “نيابة عن بعض المرضى اليهود الذين قالوا إنهم شعروا بالضعف والإيذاء من هذا المعرض”.

وعلق أحد مديري المجموعة قائلا “يسعدنا إزالة المعرض واستجابة المستشفى بشكل إيجابي لشكاوى مرضاه”.

وعلقت دانييل متسائلة: ما الذي يمكن أن يكون سببا منطقيا يوجب إزالة معرض فني لأطفال فلسطينيين بتعبيراته عن الآمال والأحلام والمجتمع وحب الوطن والخوف والمعاناة، بحيث يُنظر إليه على أنه تهديد لهدوء قلة من اليهود الداعمين لإسرائيل؟

وترى الكاتبة أن هناك خيطا متصلا يشكل نمطا مألوفا، ألا وهو أنه كلما زاد سلوك إسرائيل المتطرف والعنيف وكلما زادت انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها زادت الصعوبة التي تبذلها لتصوير نفسها للعالم الخارجي على أنها ضحية، وزاد المدافعون عنها في بريطانيا وأماكن أخرى محاولتهم تحييد المعارضين، وذلك من خلال بث دعاية أن اليهود ضحايا.