أكد كاتب إسرائيلي، أن الممارسات التي يرتكبها وزراء في الحكومة اليمينية الجديدة كفيلة بتخريب اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة الأجندة الدولية.
وأوضح شلومو شامير، الكاتب في الشؤون الدبلوماسية، في مقال على صحيفة “معاريف”، أن الحكومة الجديدة تنذر بمزيد من الصعوبات والمتاعب لإسرائيل، والنتيجة ملحوظة ومهينة على الساحة الدولية، من خلال الاستفزازات غير الضرورية والخطيرة التي يقوم بها وزراؤها.
وتابع بأن ذلك نجم عنه عودة قضية فلسطين إلى الأجندة الدولية، ووضعها في أحد الأماكن الأولى على سلم أولويات المجتمع الدولي، وهذا بات ملحوظا بشكل خاص في ساحة الأمم المتحدة.
وأضاف أن “هناك دلائل على أن القضية الفلسطينية تم تحديثها، وأصبحت مناقشتها على رأس أولويات الحكومة الأمريكية، وتهتم بها وزارات الخارجية في الدول الأوروبية، بما في ذلك الدول الصديقة، في حين لم تكن هذه القضية على رأس اهتماماتها في السنوات الأخيرة، ثم حصل العكس، حين بدأ السفراء وكبار الدبلوماسيين يتحدثون عن القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أنه “من المثير للاهتمام أن الأمم المتحدة بالتحديد، المنظمة العالمية التي من المفترض أن تتعامل مع الأزمات والصراعات الإقليمية، أعطت القضية الفلسطينية مكانة الصراع غير القابل للحلّ، وباتت موضوعا منتظما على جدول أعمال مجلس الأمن، وتتم مناقشتها بشكل روتيني في المجلس كل شهر، فيما تسمى المناقشة الدورية، وأبقاها قضية لا حل سياسيا لها، ودون أن يطرح أحد مبادرة لحلّها”.
وأوضح أنه في غمرة هذا الانشغال الدولي بالقضية الفلسطينية، قرر بن غفير اقتحام المسجد الأقصى، في مشهد للتحدّي المصوّر والمعلن، واستغرق 13 دقيقة، ونتيجة لذلك أعيد إحياء قضية فلسطين من جديد.
وأكد أن “المناقشة الخاصة التي جرت في مجلس الأمن لم تنتهِ بلا شيء، بسبب خطوة متسرعة من جانب وزير جنائي، مصاب بجنون العظمة، وعنصري، ومدان مرتين، وأصبح شخصية مركزية في الحكومة الجديدة، وبسببه تم تنشيط وإحياء قضية فلسطين، وإيصالها لمكانة مرموقة، ومناقشتها ودراستها على الساحة الدولية، ليس فقط في الأمم المتحدة، بل في واشنطن وبرلين ولندن”.
وأكد أنه “لا يمكن أن يكون الوضع الإسرائيلي بهذا السوء والفظاعة بسبب هذا السلوك الذي أسهم في أن تلقى قضية فلسطين حياة متجددة، خاصة بين رؤساء الدول العربية وقادة دول الخليج، بعد أن كانت لا تشكل لهم مصدر اهتمام على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية، بدليل توقيع اتفاقيات التطبيع معها، في إشارة إلى أن هذه الدول لم تهتم بوجود قضية فلسطينية، وأن معاناة الشعب الفلسطيني لم تمنعها من التفاوض مع إسرائيل، والتوقيع معها، لكن هذا الفصل “الجميل” في العلاقات الإسرائيلية الخليجية انتهى، وتدمر، وتم تخريبه”.
وأضاف أن “هذا التدهور يتزامن مع إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أهم أهدافه يتمثل في تحسين العلاقات مع السعودية، والتوصل لاتفاق تطبيع معها، متفائلا عن فرص التوصل لمزيد من الترتيبات، لأنه أطلق هذه التصريحات، وفي الوقت ذاته جلب معه لحكومته تهمة سياسية جانبية على هيئة بن غفير، وهكذا انفجرت القنبلة في وقت أبكر مما توقعه أي إسرائيلي”.
“ولذلك يمكن لنتنياهو أن ينسى الترويج لأي تحسن مع السعودية، أو مع الدول الخليجية، حتى في المستقبل، فهذا مشهد غير مرئي للعين، فضلا عن حدوث حالة من عدم الرضا في العلاقات مع الولايات المتحدة والقوى والدول الغربية”.
وتظهر خيبة الأمل الإسرائيلية أن حالة من الإحباط تسود المحافل السياسية والدبلوماسية التي علّقت آمالا كبيرة بعودة نتنياهو لاستئناف مسيرة اتفاقات التطبيع، لكن ما قام به بن غفير، وما سيقوم به وزراء آخرون، كفيل بتخريب تطلعات رئيسهم، فضلا عن إمكانية تعطيل الاتفاقيات السابقة، لأن حجم الاستفزاز الذي يقومون به ضد الفلسطينيين قد يتطور إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، أو اشتعال الأراضي المحتلة بسبب الأقصى، ما سيكبح جماح أي دولة تتطلع للتطبيع مع دولة الاحتلال.