كرسي غازي القصيبي ينظم محاضرة عن التعليم ودوره في نهضة الأوطان

نظم كرسي غازي القصيبي للدراسات التنموية والثقافية في جامعة اليمامة، محاضرة عن التعليم والتجارب الدولية ودوره في نهضة الأوطان، قدمها رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري الدكتور سعود بن صالح المصيبيح، موضحاً أن المجتمعات لا تتقدم ولا تتطور إلا بالتعليم، مستشهدا بالتجارب العالمية العديدة في هذا المجال.

وتحدث المصيبيح عن أهمية التعليم في تكوين شخصية الطالب وتغيير السلوكيات والأخلاقيات، مشيرا إلى العلاقة بين المدرسة والأسرة، مع التأكيد على أن المدرسة هي أهم من الأسرة فهي التي تعدهم للحياة وتصقل شخصياتهم، حيث إذا تم في التعليم إعدادهم إعدادا متميزا وقويا فإن هذه الأسرة ستُشرِّب أبناءها القيم والجودة والجدية والتعليم المميز والأخلاق الفاضلة التي تخدم المجتمع وتخدم الوطن.

وركز على الإعداد الجيد للمعلم، ومن أولى خطواته ما طبقته وزارة التعليم وهيئة تقويم التعليم من البدء في إلزامية إصدار رخصة التعليم، مضيفا أن التعليم أمانة وعلى المعلم أن يستشعر هذه المسؤولية، وأن يحسن لطلابه ويعمل جاهدا على تربيتهم وتفقدهم ومعرفة ظروفهم الأسرية. وطالب بتطوير آليات اختيار المعلمين وتدريبهم وإعدادهم ومتابعتهم للبقاء على المميز والمتمكن وتطوير من به قصور.

كما تطرق المصيبيح إلى اهتمام دولة كوريا الجنوبية بمدير المدرسة واعتباره هو وزير التعليم في مدرسته، مؤكدا أن التساهل في اختيار مدير المدرسة يؤثر على أدائها في المجتمع. وعبر عن أهمية النشاط الطلابي حيث أشار إلى المعارك والسجالات التي خاضها الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في كتابه «حتى لا تكون فتنة» وانجراف فئة من شباب الوطن في قضايا الإرهاب والتفجير التي كان مصدرها عدم السيطرة على التعليم في ذلك الوقت وانتشار «المنهج الخفي» الذي دعم الفكر المتطرف.

وقال رئيس مركز تعارفوا: كان من الملاحظ في فترات سابقة تعمد إبعاد المتخصصين في علم النفس والخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع عن مهمة القيام بالإرشاد الطلابي في المدارس وإسناده إلى تخصصات لا علاقة لها بالإرشاد الطلابي وتوجيه الطلبة توجها مختلفا، مؤكدا أن من النقاط المهمة في التعليم والتي تسهم في تطويره إيجاد «مقرر التربية الإعلامية» الذي يعزز الانتماء الوطني.

وأضاف أنه مع الاهتمام بالانفتاح العالمي وتنوع متغيرات العصر لا بد أن يكون هناك اهتمام بمقرر فقه الاختلاف، وإعطاء الطلاب جرعات دينية وسطية معتدلة، عن المذاهب الفقهية ومسائل الاختلاف؛ فنحن بلد معتدل ولا بد أن يكون للتعليم ممارسات في الوسطية.

وأكد الدكتور المصيبيح أهمية تحقيق جودة التعليم، وعبر عن التقويم المستمر الذي طبقته وزارة التعليم في فترة سابقة بأنه تسبب في كوارث في المخرجات التعليمية، مشيرا إلى أن الترفيع منطقي في المناهج التربوية لكن لا بد من تطوير آليات تطبيق القياس التربوي والتي تشمل الإعداد الجيد للمعلم، والبيئة الجاذبة للتعليم، والتركيز على تطوير المهارات وهو ما تقوم به الوزارة حاليا.

كما ذكر أننا تأخرنا كثيرا في تدريس اللغة الإنجليزية بدءا من الصف الأول الابتدائي، مستشهدا بنجاح تجربة تطبيقه في المدارس الأهلية، مشيدا في الوقت نفسه بجهود وزارة التعليم في شمولية تدريس مناهج اللغة العربية والتربية الدينية في المدارس العالمية في السعودية. كما أشاد بتوجه وجهود وزارة التعليم حاليا في تدريس اللغة الإنجليزية ابتداء من الصف الأول الابتدائي.

واختتم الدكتور سعود المصيبيح محاضرته بالدعوة إلى ربط إدارات التعليم بالجامعات للاستفادة من الكوادر المميزة في كافة التخصصات في الجامعات لتقديم خبراتهم وخدماتهم للتعليم العام ممثلا في معلميه وطلابه، وتمنى مزيدا من التعاون بين التعليم العام والتعليم العالي رغم مرور عدة سنوات على دمج وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم، موضحاً أهمية الربط بين القطاعين لاستثمار خبرات وتجارب ومقدرات الجامعات في تأهيل وتطوير التعليم العام في الإدارات التعليمية في كل منطقة، مؤكدا على أهمية تمهين التعليم بتفعيل التعاون بين التعليم العام والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أو دمج التعليم المهني والفني ضمن إطار التعليم العام.