كشفت مصادر مصرية خاصة مطلعة على ملف وساطة القاهرة بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل اتصالات الساعات الأخيرة بشأن الأحداث التي تشهدها الأراضي المحتلة.
وقالت المصادر، في أحاديث لـ”العربي الجديد”، إن القاهرة “طلبت من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عدم استغلال الظرف الراهن، وإطلاق أي صواريخ من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة أو مستوطنات غلاف غزة.
وأشارت إلى أن “التحذير المصري للحركة، جاء محمولاً بمبررات مفادها بأن حكومة نفتالي بينت الحالية في أضعف حالاتها، والتوصل لتفاهمات معها والحصول منها على تسهيلات مقابل عدم التصعيد، سيكون أنسب، وستكون متجاوبة معه”.
القاهرة طلبت من “حماس” عدم إطلاق صواريخ من غزة تجاه الأراضي المحتلة
وتابعت أنه “في المقابل، فإن الضغط على حكومة بينت في الوقت الراهن، وفقاً للرؤية المصرية التي نقلتها القاهرة لقيادة حماس، سيدفع تجاه خيارين لا ثالث لهما؛ إما نحو إجراءات أكثر قسوة ومزيد من العنف لتجاوز أزمتها السياسية الداخلية، أو تؤدي الأوضاع الحالية إلى تفكك الحكومة ووصول حكومة يمينية أكثر تطرفاً للحكم، ووقتها ستزيد الوضع سوءاً”.
وقال أحد المصادر المصرية التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، إن حماس “رفضت طلباً تقدمت به القاهرة عبر المسؤولين في جهاز المخابرات العامة الذي يشرف على الوساطة، بإصدار بيان عن اجتماع الغرفة المشتركة للفصائل، يتضمن تأكيداً بعدم الرغبة في التصعيد”.
وأوضح المصدر أن “نائب اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، تحدث إلى قيادة الحركة من أجل ذلك، لكنه تلقى رفضاً للمطالب التي تم التقدم بها، والمعنية في مجملها بالتهدئة من جانب الحركة وممارستها ضغوط أمنية على باقي الفصائل في غزة لمنع إطلاق الصواريخ”.
“حماس” تحذر من “الانفجار الشامل”
في مقابل ذلك، كشفت المصادر المصرية عن أن الاتصالات التي جرت في غضون إطلاق الصاروخ من قطاع غزة، شهدت تأكيدات من جانب حركة حماس أنها ليست مسؤولة عن الواقعة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الوضع الراهن “يثبت أنه من الصعب السيطرة على كافة مكونات المشهد الفلسطيني الغاضب”.
وفي غزة، أكدت مصادر “حماس”، أن الحركة أبلغت الوسطاء المصريين أن الاستفزازات الإسرائيلية في القدس والضفة والداخل الفلسطيني المحتل عوامل تدفع لـ”الانفجار الشامل”، وأن “على الوسطاء دفع الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه على الفلسطينيين أولاً، قبل الطلب من المقاومة عدم التهديد والرد على الانتهاكات الإسرائيلية”.
وقالت المصادر إن الوسطاء؛ مصر وغيرها، “فهموا أن المقاومة في غزة جاهزة للتصدي للعدوان الإسرائيلي، وأنها لن تتراجع عن ربط غزة بالضفة والقدس، وأن القدس بالنسبة للفلسطينيين جميعاً وخصوصاً المقاومة خط أحمر، يمكن أن يؤدي تجاوز الحدود فيه إلى انفجار شامل وكبير”.
وبحسب المصادر المصرية “فإن الأوضاع الحالية يشوبها الكثير من التوتر”، مشيرة إلى أن “العلاقة بين المسؤولين في مصر وحركة حماس لا يمكن وصفها في اللحظة الحالية بأنها في أفضل حالاتها”.
من جهته، قال مصدر مصري آخر، إن “التقديرات المصرية لسير الأحداث، ليست إيجابية”، مشيراً إلى أن “الأيام العشرة الأخيرة من رمضان تتزايد فيها أعداد المصلين في المسجد الأقصى، وهو ما يعني زيادة احتمالات الصدام مع قوات الاحتلال والمستوطنين”.