لفت إنتباهي بعضا من الكلام غير المسؤول والنابع من طبيعة العقلية التي كانت ولا تزال تُعبر عن طبيعة البعض الذي لا يُتقن سوى كتابة الأحقاد الدفينة كتعبير عن إسقاط نفسي ممهور بأمراض “الأنا” التي يتميز بها اصحاب التعليقين على “التويتر” للياسرين “ياسر زعاترة وياسر أبو هلال” في تناولهم للمقابلة الطويلة المميزة للقائد الوطني الفلسطيني الأصل والمَنهج زياد نخالة “أبو طارق” الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي على فضائية “الغد”، وكان كلامهم ليس بغريب عمن بوصلته كانت مُرتهنة للإعلام التوتيري وإمتداد لما أتحفنا فيه ذلك الاعلام التوتيري أثناء معركة “بأس الأحرار” التي قادتها “كتيبة جنين” بإقتدرا وعبرت عن وحدة حال لكل أذرع المقاومة الفلسطينية في مخيم المقاومة والبطولة جنين.
تويتات “الياسرين” كانت بائسة بإمتياز ومحاولة لضرب نسيج الوحدة الفلسطينية الميدانية للمقاومة من خلال حديث توتيري ومقاربة تحريضية ليس على جوهر المقابلة الجريئة والشفافة والوطنية، بل من خلال اللمز والغمز المباشر وغير المباشر على المتناقضات، معتقدين أنهم بذلك يستطيعان النيل من سمعة ووطنية من يشهد له “العدو” قبل “الصديق” بأن بوصلته كانت فلسطينية وطنية لا يشوبها شائبة، لكن ما أنتجه “الياسرين” عبر عقدين من الزمن لم يكن سوى تعبيرات تحريضية تتماهى مع السياسات والتوجهات التي تخدم “إخونجية” أمريكا وراعيها دولة “قطر”، ولاحظنا ذلك حين عُقدت المصالحة بين “حماس” و “سوريا الأسد”، وهذا ليس بغريب عمن رهن قلمه للأخضر القطري الكريم والسخي.
المقابلة على فضائية الغد بالنسبة لهما مؤامرة “دحلانية” وأنها تزكية ضمنية لِلقائد الفلسطيني محمد دحلان “أبو فادي” ، وأن مدحه للقائد الوطني “سمير مشهراوي” وعلاقته الطيبة ب “التيار الإصلاحي” حددت طبيعة وجوهر المقابلة، ونسيا أن الدكتور “أحمد يوسف” والمُقرب من حماس مدح الأخ “دحلان” أكثر من غيره، وكل هذا يأتي في سياق محاولة التحريض على القائد النخالة الذي يشهد له “الشهداء” قبل “الأحياء” بصدق وطنيته.
من حق الأخ “أبو طارق” أن يُعبر عن حقيقة الأشياء بوضوح لأنه ليس “محلل سياسي” بل هو قائد فلسطيني يخاطب شعبه من خلال فضائية “الغد” العربية التوجه والمُحتوى أو من خلال غيرها، رغم أنه تحدث سابقا عبر قناة المقاومة “الميادين” وعبر “الجزيرة” القطرية بنفس المحتوى وبنفس الشفافية، وكل ما قاله هو الواقع الذي حدث، خاصة أنه يتحدث بإسم فصيل فلسطيني الأساس والمنبع والتوجه “ليس إيراني” كما يحاول “الياسرين” سوقه في تماهي مع الإعلام الإسرائيلي، ومن حق القائد الوطني “زياد نخالة” أن يُعبر عن غضبه من الإعتقالات التي تمت في الفترة الأخيرة لمقاتلي “الجهاد” في شمال الضفة وبالذات في “جنين”، وبكلامه كان يحدد الأشياء بشكل مفصل لا غبار عليه، ويُشير للأمور بوضوح لا لبس فيه، فالرئيس “أبو مازن” ليس بحاجة لإذن “الجهاد الإسلامي” لزيارة جنين، وفتح جزء لا يتجزأ من المقاومة عبر كتائب شهداء الأقصى كما كتائب “القسام”، والعلاقة بين حركة “الجهاد” و “التيار الإصلاحي” إمتداد أصيل للعلاقة مع “فتح”، علاقات كُتبت بأحرف من دم في السجون وفي ساحات الإنتفاضات والمقاومة.
ليس دفاعا عن “أبو طارق” ولكن للأسف “الياسرين” لم يكن لهم يوما دورا في خدمة الشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية، بل كانوا دوما في الجهة المعاكسة بل مع كل المحبة هم بوق دعاية تعكس نفسها بشكل سلبي على حركة “حماس” التي يدّعون أنهم يدافعون عنها، هم للأسف تناسوا عمدا أن الإنقسام الفلسطيني لا علاقة للجهاد الإسلامي فيه من قريب أو بعيد، وأن إنقلاب أو ما يسمونه “الحسم العسكري” لحماس هو السبب الرئيس فيما نحن فيه وعليه، وهم لا يستطيعون فهم طبيعة العمل السياسي للمقاومة حين تكون هي نفسها السلطة الحاكمة وتأثيرات ذلك على الموقف أحيانا وعلى الشعب دائما، للمقاومة أثمان ومع وجود إحتلال يتميز بعقلية عنصرية وتطهيرية مدعومة من ذاك “الشيطان الأكبر” تكون الأثمان أكبر بكثير من أي تقدير، لكن لدينا تجارب سابقة من الثورات والبلدان التي تحررت من الإستعمار الغربي “بلد المليون ونصف المليون شهيد” كان شهدائها مهرا لتحريرها طبعا عدا عن خراب “الجزائر” على يد الإستعمار الفرنسي الفاشي.
أحيانا تكون المهاترات مؤذية، لكن حين تأتي من “الياسرين” فهي تُعتبر شرف، فمن ينسى ما يحدث في الأقصى وفي ربوع الضفة ومن لا يُقدر التضحيات ويكتب تُرهات لا معنى لها، وتحت عناوين تحريضية يؤكد المؤكد بأن هناك مسافة سنة ضوئية بينهم وبين الوطن وقضايا الأمة المركزية، وكل “تويتات” التحريض لا تلقى آذان صاغية لدى شعبنا، بل هي جزء من فكر “المطلق” الذي لا يرى غيره لا في الفكر ولا في السياسة ولا في المقاومة، وهو ليس سوى مواقف شخصية لمن كتب على “التويتر” ونهج المُمتهن سياسة التحريض والتخريب، لأن من يحاولون الدفاع عنها عبر تلك التفاهات منهجهم وبوصلتهم وحدوية تدعو للشراكة الوطنية والمقاومة.
بين الجهاد وفتح وحماس والشعبية وكل فصائل شعبنا علاقة دم روت تراب فلسطين وأنبتت مقاومة يشهد له الكل الوطني الفلسطيني وكل شرفاء الأمة، وبين القائد النخالة والقادة دحلان والمشهراوي والبرغوثي والعالول والعاروري والضيف والسنوار وسعدات جدلية وطن بوصلتها القدس لا ينال منها كلمات جوفاء تُعبر عن أقلام تم تأجيرها لصالح فكر لا مكان فيه للشفافية والصدق والشراكة، بل لا يرى الوطن إلا وفق لون واحد ووحيد، لون واحة خضراء مُصنّعة في صحراء تحوي أكبر قاعدة عدوانية ضد أمتنا العربية، لونٌ أخضر مُصطنع يبثُّ السُمَّ ويُحاول عبثاً أن يصنع مسافات بين الأسود والأصفر والأخضر، لكن هيهات فهؤلاء إختلطت دمائهم وعرقهم في ساحات الوغى والمعارك السابقة واللاحقة، ف “للياسرين” كفى مهاترات.
ما رأيك؟
رائع0
لم يعجبني0
اعجبني0
غير راضي0
غير جيد0
لم افهم0
لا اهتم0