كندا انشغلت برهف عن جريمة 215 طفلا كنديا

لطالما ادعت كندا حرصها ومدافعتها عن حقوق الإنسان، خاصة إذا كانت القضية أو المسألة في دولة أخرى كالذي حدث في قضية المراهقة السعودية رهف القنون، ولكن عندما يكون الأمر في شأنها الخاص فهي تكتفي بالاعتذار، وهو ما حدث عندما أكدت السلطات الكندية في وقت سابق العثور على رفات 215 طفلا في موقع كان مدرسة لأبناء السكان الأصليين، فلم يكتفوا بنقلهم من مدارسهم في ذلك الوقت بل واجهوا أيضا انتهاكات جسدية مروعة والاغتصاب والقتل.

وقال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، في إفادة صحفية «أشعر بخيبة أمل شديدة»، مضيفا بأن الكثيرين «يتساءلون لماذا تصمت الكنيسة الكاثوليكية في كندا».

وقد اعتذر البابا فرانسيس، الذي تم انتخابه في عام 2013، بالفعل عن دور الكنيسة في الاستعمار في الأمريكتين، لكنه اختار في الغالب تقديم مثل هذه الاعتذارات أثناء زيارته للبلدان. وليس من المقرر زيارته لكندا.

انتهاكات مروعة

ووثق التقرير تعرض الأطفال لانتهاكات جسدية مروعة ولاغتصاب وسوء تغذية وفظائع أخرى عانى منها ما يصل إلى 150 ألف طفل في تلك المدارس، التي كانت عادة ما تديرها كنائس نيابة عن أوتاوا في الفترة من أربعينيات القرن التاسع عشر وحتى تسعينيات القرن العشرين.

وقالت إحدى أكبر المجموعات التي تشعبت من شعب شوسواب من السكان الأصليين إن الأطفال كانوا تلامذة في مدرسة كاملوبس الداخلية في كولومبيا البريطانية، والتي أغلقت عام 1978 وإن الرفات، التي بينها لأطفال كانوا في 3 سنوات، تم العثور عليها بمساعدة متخصص في الرادارات الكاشفة عن طبقات الأرض.

وكان النظام التعليمي الداخلي في كندا يفصل أبناء السكان الأصليين عن ذويهم قسرا، وخلص تحقيق أجري على مدى 6 سنوات وصدر تقريره في 2015 إلى أنه كان يشكل «إبادة ثقافية جماعية».

واعتذرت الحكومة الكندية في 2008 رسميا عن نظام تلك المدارس، التي تم إغلاق آخرها عام 1996.

السكان الأصليون

تم الإعلان عن الاكتشاف يوم الخميس من قبل رئيس Tk’emlups te Secwepemc First Nation.

حيث تعمل The First Nation مع المتخصصين في المتاحف ومكتب الطب الشرعي لتحديد أسباب وتوقيت الوفيات، وهي غير معروفة حاليًا.

وقالت جماعة Tk’emlups te Secwepemc First Nation إنه تم العثور على الرفات بمساعدة رادار مخترق للأرض أثناء مسح للمدرسة.

فيما ذكرت وزيرة علاقات السكان الأصليين الكندية، كارولين بينيت، إن المدارس الداخلية جزء من سياسة استعمارية «مخزية».

ووصف تيري تيجي، الرئيس الإقليمي لجمعية الأمم الأولى في كولومبيا البريطانية، العثور على مثل هذه المواقع الخطيرة بـ«العمل العاجل» الذي «ينعش حزن وفقدان» المجتمعات في المنطقة.

ورددت هذه الآراء مجموعات أخرى من السكان الأصليين، بما في ذلك هيئة الصحة للأمم الأولى (FNHA).

بينما كتب المدير التنفيذي ريتشارد جوك في بيان: «إن وجود هذا الوضع ليس مفاجئًا للأسف ويوضح الآثار الضارة والدائمة التي لا يزال نظام المدارس السكنية يُحدثها على أفراد الأمم الأولى وعائلاتهم ومجتمعاتهم».

المدارس الداخلية في كندا من 1863 إلى 1998:

– نُقل أكثر من 150.000 طفل من أبناء الشعوب الأصلية من أسرهم ووُضعوا في هذه المدارس.

– لم يُسمح للأطفال في كثير من الأحيان بالتحدث بلغتهم أو ممارسة ثقافتهم

– تعرض الكثير منهم لسوء المعاملة والإيذاء.

– وجدت لجنة تم إطلاقها في عام 2008 أن أعدادًا كبيرة من أطفال السكان الأصليين لم يعودوا أبدًا إلى مجتمعاتهم المحلية.

– قال تقرير الحقيقة والمصالحة، الذي صدر في عام 2015، إن السياسة ترقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية الثقافية».

– في عام 2008، اعتذرت الحكومة الكندية رسميًا عن النظام.