10:21 ص
الأحد 30 يناير 2022
بيونجيانج- (أ ف ب):
أطلقت كوريا الشمالية، الأحد، أقوى صاروخ لها منذ عام 2017 بحسب ما أعلنت سيول التي تعتقد أن بيونجيانج قد تنفذ قريبا تهديدها باستئناف تجاربها النووية أو إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وهذا الاختبار هو السابع الذي تجريه بيونغ يانغ منذ بداية العام. وآخر مرة أجرت كوريا الشمالية عددا كبيرا من التجارب خلال مدة زمنية قصيرة كانت في عام 2019 بعد انهيار المحادثات بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.
ومذاك بلغت المحادثات بين البلدين طريقا مسدودا وأصبح اقتصاد بيونجيانج يعاني من جراء العقوبات الدولية وإغلاق الحدود الذي فرضته كوريا الشمالية على نفسها في مواجهة كوفيد-19.
وقالت كوريا الجنوبية الأحد إن كوريا الشمالية تتبع “مسارا مشابها” لمسار العام 2017 عندما كانت التوترات في ذروتها في شبه الجزيرة الكورية.
وأعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في بيان أن بيونجيانج “تقترب من خرق الوقف الاختياري الذي فرضته على نفسها” والذي علّقت بموجبه التجارب النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إنها رصدت فجر الأحد إطلاق “صاروخ بالستي متوسط المدى بزاوية عالية باتجاه الشرق”.
وأطلق الصاروخ من مقاطعة جاجانج الشمالية، أي مِن حيث كانت كوريا الشمالية أطلقت أيضا ما تزعم أنها صواريخ فرط صوتية.
وأشارت هيئة الأركان المشتركة إلى أن الصاروخ قطع مسافة 800 كيلومتر في 30 دقيقة وطار على ارتفاع ألفي كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان.
وقالت اليابان إن الأمر يتعلق بصاروخ متوسط أو طويل المدى. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو إن طوكيو “احتجت بشدة على كوريا الشمالية”، متهمة إياها “بتهديد أمن اليابان وسلمها” بهذه الاختبارات.
وقالت سو كيم، المحللة في مؤسسة “راند” إن كوريا الشمالية “تسرع تدريجا” الآن اختبار أسلحتها. واعتبرت أن “كيم كبحَ شهيته” في ما يتعلق بـ”الاختبارات والاستفزاز”، مضيفة “الوقت حان الآن، وعمليات الإطلاق الصاروخية المتكررة تُضيف مشكلة أخرى إلى لائحة ضخمة بالفعل من التحديات الدولية التي تواجه واشنطن”.
وقال ليف إيسلي، الأستاذ في جامعة إيها، إن “نظام كيم يستمع لما يقال في الخارج عن ضعفه الداخلي”. وأضاف “بالتالي فهو يريد أن يذكّر واشنطن وسيول بأن أي محاولة لإطاحته ستكون مكلفة جدا”.
ويستعرض النظام الكوري الشمالي قدراته العسكريّة ويُواصل تجاهل عرض الولايات المتحدة لإجراء محادثات.
منذ بداية العام، شرعت بيونجيانج في سلسلة جديدة من الاختبارات، شملت صواريخ فرط صوتية، وذلك في أعقاب خطاب ألقاه كيم في ديسمبر، جدّد فيه التزامه تحديث الجيش.
وكانت بيونجيانج أجرت اختبارَين آخرين هذا الأسبوع، وأربع تجارب أخرى على الأقلّ هذا الشهر.
والجمعة نشرت وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة صورًا لكيم خلال زيارته مصنعًا للذخيرة، بعد أسبوع على تهديد بيونجيانج باستئناف تجاربها للصواريخ النووية والبالستية الطويلة المدى التي علّقتها منذ 2007.
وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالميّة واستدعت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ردا على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.
ويأتي هذا في مرحلة حسّاسة تشهدها المنطقة، إذ تستضيف الصين الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في مارس.
وتستعد بيونجيانج للاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد والد كيم، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل في فبراير، ثم الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونج الزعيم المؤسس للبلاد، في أبريل.
وكانت الولايات المتحدة دعت في وقت سابق كوريا الشمالية إلى “وقف أنشطتها غير القانونية والمزعزعة للاستقرار”.
وطلب الموفد الأمريكي للملف الكوري الشمالي سونغ كيم في اتصال هاتفي مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، من كوريا الشمالية الاستجابة بشكل إيجابي لعرض “الحوار” الذي قدّمته واشنطن و”بدون شروط مسبقة”. وأكد مجدّدًا وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، “الالتزام الثابت” للولايات المتحدة “لجهة الدفاع عن حلفائها”.
ويبدو النظام الكوري الشمالي عازما أكثر من أي وقت مضى على تعزيز قدراته العسكرية في ظلّ الأزمة الاقتصادية القوية التي تمرّ بها بيونجيانج.
وفي الفترة الأخيرة، استأنف النظام الكوري الشمالي مبادلاته التجارية مع الصين، وتمثل ذلك في وصول قطار بضائع من كوريا الشمالية إلى مدينة داندونج الصينية الحدودية للمرة الأولى منذ مطلع 2020.
وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي في وقت سابق إن تواتر التجارب الصاروخية وتنوعها، يظهران أن كوريا الشمالية “تحاول تحسين تكنولوجيتها وقدراتها العملياتية لتنفيذ عمليات سرية حتى تجد الدول الأخرى صعوبة في اكتشاف الاستعدادات لعملية إطلاق”.
وشدد على أنه “لا يمكن تجاهل التطور الملحوظ الذي حققته كوريا الشمالية في تكنولوجيا الصواريخ الخاصة بها”.